شام تايمز – حلب – إسراء جدوع
رغم اعتياد الحلبيين على تخزين كميات كبيرة من المؤونة، إلا أن غالبية العائلات اقتصرت على تحضير مادة واحدة أو مادتين من المؤونة في الوقت الحاضر نتيجة ارتفاع أسعار المواد الداخلة في تصنيعها.
وتختلف صناعة المكدوس باختلاف المواد الأولية، فتبلغ سعر المكدوسة الواحدة وسطياً ما بين 1000 / 1500 ليرة حسب الاختلاف في إضافة الحشوة “الجوز أم الفستق العبيد”.
تبريرات
ويؤكد بعض التجار أن الإقبال خفيف هذا العام على تموين المكدوس فالحركة الشرائية شبه معدومة، حيث اعتاد أهالي حلب في هذا الوقت شراء الباذنجان والفليفلة الحمراء، واليوم يقف أغلب المواطنين بتأمل والشراء بالكيلو الواحد فقط، ويتراوح سعر الباذنجان ما بين 800 / 1500 ليرة، والفليفلة الحمراء ما بين 1500 / 2500 ليرة، مضيفين أن الإقبال في بداية الموسم يكون خفيفاً، وقد يشهد ارتفاعاً للأسعار في ذروة الموسم، وذلك يعتمد على كمية العرض والطلب.
وأكد عدد من المواطنين أن “المكدوس” أساس المونة الشتوية، فمنهم من يحضر أكثر من 100 كيلو غرام، وبحسب قولهم فإن الأسر باتت تقلل من كميات “المؤنة الشتوية” لانها تحتاج الكثير من المال وخاصة بعد غلاء الزيت والجوز والفليفلة الحمراء.
ويحتاج تجهيز 20 كيلو غرام من “المكدوس” إلى 20 كيلو غرام من الباذنجان، وكيلو الباذنجان الواحد يصل اليوم إلى ألف ليرة، وسعر الـ 20 كيلو يصل 20 ألف ليرة، وتحتاج هذه الكمية إلى 4 ليتر من الزيت، وسعر عبوة الزيت سعة أربعة ليتر يصل إلى 39 ألف ليرة، ونصف كيلو من الجوز الذي يفضله الكثير من الأسر على الفستق، ويحدد نوع الجوز سعره، ولو افترضنا أن سعر كيلو الجوز 40 ألف، فإن نصف كيلو الجوز سعره 20 ألف ليرة سورية، إضافةً إلى ثلاثة كيلو غرام من الفليفلة الحمراء الذي يصل سعر كل كيلو منها إلى 2500 ليرة يعني ثلاثة كيلو غرام يصل سعرها إلى 7500 ليرة، وباقي الاحتياجات لتجهيز المكدوس من الثوم والملح والغاز يقدر لتجهيز 20 كيلو حتى عشرة آلاف ليرة، وتصل التكلفة كاملة لتجهيز هذه الكمية إلى حوالي مئة ألف ليرة سورية في حال استخدام الزيت العادي، ويزيد السعر في حال استخدام زيت الزيتون، وكلما زادت كمية الباذنجان تزيد الكميات، ويتضاعف المبلغ.
ويتساءل مراقبون ماذا سيتبقى للمواطن ليشتري ويأكل هذ الشتاء إذا كان مع كل ارتفاع يودع نوع من المؤونة؟.