شام تايمز الاقتصادي – بشار الحموي
تعمل الفصائل الإرهابية المسلحة في الشمال السوري، على تنفيذ أجندات تركيّة جديدة هدفها هذه المرة محاربة الإقتصاد السوري عن طريق فرض الليرة التركية بدلاً من الليرة السورية، واستخدامها بالعمليات التجارية وحتى بأجور وخدمات العمال، حسب ما كشف الأمين العام لتجمع ما يسمى “الائتلاف السوري” عبد الباسط عبد اللطيف.
وبعد الخسارات الكبرى التي لحقت برئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في سوريا، سياسياً وعسكرياً وجغرافياً، وخسارته مقعده الذي يحلم به منذ زعمه قرب صلاته في الجامع الأموي، يحاول الآن استغلال قانون “قيصر” الأمريكي للتعويض وإيجاد نفسه بعد عشر سنوات من الخسارات المتكررة، بحسب عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود الذي أكد لـ “شام تايمز الاقتصادي” أن مثل تلك المحاولات لربما تكون الأخيرة وخاصة بعد استعادة الدولة السورية لسيطرتها على غالبية الأراضي السورية.
وأكد” العبود” أنه وبالرغم من سيطرة مجموعات أردوغان المسلحة على أراضي سوريّة في الشمال، لكن الدولة بقيت متواجدة وحاضرة فيها من خلال اقتصادها وليرتها، لذلك كانت الأوامر الموجهة لفصائله بإتجاه الإقتصاد السوري في تلك المناطق، بالتزامن مع تطبيق قانون “قيصر” من قبل سيدته الولايات المتحدة.
وحتى في الأوساط الخارجية، لاقى قرار فصائل أردوغان تتريك العملة في الشمال السوري رفضاً كبيراً كونها تأتي تحت بند محاربة الإقتصاد الوطني، ودوّن المحلل الاقتصادي السوري المتواجد في قطر، سمير سعيفان على صفحته على الفيسبوك، أن هذه الخطوة ستكرس مبدأ التقسيم، وستزيد معاناة الشعب السوري بشكل أكبر، لأن العملة السورية هي رمز للتماسك الاقتصادي في البلاد.
وبرر “نائب رئيس مجلس” مدينة مارع التابع للجماعات المسلحة لـ” سكاي نيوز” بأن سبب استعمال الليرة التركية هو ما وصفه بـ “تدهور” الليرة السورية منذ نحو شهرين، وإنها تتغير بشكل يومي، انخفاض مع ارتفاع، مما دفع “المجلس المحلي” إلى إصدار بيان موجه لأهالي المدينة للتعامل بالليرة التركية، كونها العملة الأكثر تداولاً بالمناطق التي تسيطر عليها فصائل أردوغان.
وكانت “كميات كبيرة” وصلت من العملة التركية ذات الفئات الصغيرة، (خمس وعشر ليرات) إلى الشمال السوري مؤخراً، حيث تم صرف الرواتب بها، حسب موقع”العربي الجديد” الموالي لأنقرة، نقلاً عن ما سماه مصادر خاصة، وأضافت تلك المصادر أن بعض المصارف، ومنها ما يسمى “بنك شام في مدينة إدلب”، بدأت بتصريف الليرة التركية فضلاً عن نشاط شركات التحويل والصرافة بتبديل الليرة السورية بالتركية، فيما قامت محطات وقود في هذه المناطق برفع لافتات تقول إن التعامل صار بالليرة التركية فقط، بعد أن نشرت شركة “وتد” (المورّد الوحيد للمحروقات في المحافظة) الأسعار بالعملة التركية.