حشد مسؤولين حل ضيفاً على قطنا وما حولها.. كيف كانت أجواء الزيارة؟

شام تايمز الاقتصادي – ريف دمشق

في غفلة عن واقع الترهل والتردّي الخدمي في ريف دمشق الجنوبي الغربي، وصلت سيارات الوفد الحكومي تقل عدداً من الوزراء والمسؤولين، الذين قدِموا للاطلاع على واقع “قطنا وسعسع والصبورة وبعض القرى المحيطة”، خلال بضع ساعات، في حين تحتاج كل منطقة لأيّام من المراقبة والعمل الحثيث، للحفاظ على سويّة ما يتم إنجازه من أعمال قُبيل زيارة وفد المسؤولين، ويغيب قبلها لشهور عن التنفيذ بالشكل المطلوب.

حَشد المسؤولين الذي زار تلك المناطق حل ضيفاً ثميناً على أبنائها، وقامت البلديّات بواجب الإستضافة قبيل وصولهم، فمن غير المعقول أن تعبر سيارات الضيوف فوق الطرقات “المغبرّة” أو “المتّسخة” بسبب قلة الاهتمام والنظافة العامة والحماية من التلوث المنتشر، لاسيما في قطنا التي جال فيها الوفد، لكن لم يخطر في بال مسؤوليه زيارة مكب نفاياتها القريب، والذي يتسبب بخنق سكانها والمناطق المجاورة بشكل متكرر، ويهدد سلسلة من الآبار الجوفية هناك.

وبالتأكيد الجولة أنجزت الكثير؛ فقد استمع الوفد إلى مطالب المزارعين وأبناء المناطق، ووجّه “بتذليلها” مباشرة، دون وعود بمدىً منظور لحل المشكلات، ومن إيجابيات الزيارة أيضاً، تنظيف الشوارع العامة، وارتداء عمال النظافة لـ “بدلات” جديدة في قطنا، ما لفت أنظار المواطنين بشكل مبهر، ورشّت الشوارع بالماء بهدف الحد من الغبار، فالأجواء كانت شبه سديميّة، حالها كحال المناطق التي زارها الوفد وبقيت دون وعود أو خطط واضحة، للحد من الفساد المتفشي فيها، ويزيد من صعوبات سكانها المعيشية وقدرتهم للحصول على الخدمات بالشكل المطلوب.

وليس غريباً قول كثيرين إن تلك الجولات لا تقدم ولا تؤخر، فالصورة التي تقدم للمسؤولين القادمين من العاصمة، ليست أقرب إلى الحقيقة من الناس الذين يعايشون أوضاع تلك المناطق، والطرقات المغبرّة المهترئة، والخدمات المتردية، ليس أولها الخبز الذي لم يتغير حاله مع زيارة المسؤولين إلى المنطقة.

على العموم.. وصلت لـ”شام تايمز” شكاوى تنتقد الجولة الحكومية، منها قدوم سيارة مليئة بمادة “الثوم” إلى صالة السورية للتجارة في قطنا قبل وصول الوفد، وإعادة تحميل حمولتها وذهابها بعد مغادرتهم.
وفي هذا السياق، وددنا الاستفسار عن واقع صالة قطنا واختفاء مادة الثوم من الصالة التي امتلأت قبيل الجولة الوزارية، حاولنا الاتصال مع مدير فرع السورية للتجارة بريف دمشق “علي صيوح” ولم يرد بداية، ليُبيِّن مدير المكتب الصحفي “سلمان يوسف” أنه استلم عمله حديثاً وطلب منا الانتظار لأيام كي يتمكن من متابعة الأمور بدقة.

أمّا معاون المدير العام للسورية للتجارة “عدنان كفى” أوضح لنا أنهم لا يتدخلون بالأمور الصغيرة، وطلب منا التواصل مع المدير المعني، والمدير العام للسورية للتجارة “أحمد نجم” فلم نستطع التواصل معه كما هي الحال عادة.

وفي محاولة أخيرة أجاب مدير فرع السورية للتجارة بريف دمشق السيد صيوح عن موضوع اختفاء مادة الثوم، من الصالة بعد زيارة الوفد الحكومي، مؤكداً أن:
“مادة الثوم مادة غذائية مطلوبة وسعرها في السورية للتجارة أقل بكثير من السعر في السوق، وكان هناك ازدحام مما اضطرهم للاتصال بالشرطة لضبط الأمور، نافياً إعادة تحميلها في السيارة وترحيلها بعد مغادرة الوفد”.

وفي السياق أيضاً، أفاد رئيس بلدية قطنا “خلدون المقطرن” لـ”شام تايمز الاقتصادي” أن:

“العمل تم في سياقه المعتاد دون أي تحضيرات استثنائية أو عاجلة، والقصَّة باختصار أن “12” عامل نظافة متعاقدين مع منظمة الـ “UNDP” التحقوا بعملهم قبل سبعة أيام تقريباً مع أن العقد ينص على “20 عامل” وما زال لدينا نقص “8 عمَّال” حيث أن هؤلاء العمال مسؤولون عن كناسة وتنظيف الشوارع الفرعية في أحياء قطنا، بغض النَّظر عن وجود سيارتين مهمتهما تنظيف الشّوارع الرئيسيّة في المدينة، وما زلنا نحتاج لأكثر من ذلك فلو اتَّجه الوفد الحكومي إلى حي المعرَّة لَرأى الحالة السيئة التي يعيشها الأهالي، إلَّا أن خطَّة الزيارة كانت تنص على زيارة حي الباسل ، وحي الرابطة الفلَّاحية التي تم وضعها في الخطة بوقت متأخر من صباح يوم الزيارة”

وحول صالة السورية للتجارة التي امتلأت قبل زيارة الوفد، أفاد “المقطرن”:
وصلت سيارة من الشركة السورية للتجارة محمَّلة بالمواد الغذائية، التي ملأت الصالة بعد أن كانت فارغة، وهذا ما طرحناه مع وزير التجارة الداخلية، مضيفاً بأن: “عمّال النظافة يعملون فوق طاقتهم، ونحن نبحث عن حلول تحمل في صيغتها طابع الديمومة، فقد سئمنا الحلول المؤقتة”

مع العلم أن المكتب الصحفي في محافظة ريف دمشق، فضل عدم التعاون معنا، متذرّعاً بالتحضير لجولة جديدة وانشغاله مع الصحفيين مجيباً “شوفوا حدا تاني هلق مشغولين”.

شاهد أيضاً

انطلاق فعاليات مهرجان التسوق الشهري العائلي “صنع في سورية” بمحافظة طرطوس

شام تايمز – متابعة انطلقت فعاليات مهرجان التسوق الشهري العائلي “صنع في سورية” برعاية وحضور …