أول مزرعة دود في سوريا.. والمشكلة في التسهيلات!

شام تايمز الاقتصادي – سارة المقداد

في ظلِّ فرض عقوبات اقتصادية على سوريا، آخرها قانون “سيزر” الأمريكي، وتوقف العديد من المشاريع الكبيرة والصغيرة حتى، نجح “حسان خليفة” بإنشاء أول مزرعة لدودة الأرض في سوريا كأول مشروع مدر للأرباح وبتكلفة منخفضة من خلال إنتاج السماد العضوي “فيرمي كومبوست. Vermicomposting.

يقول المزارع السوري “خليفة” لـ “شام تايمز الاقتصادي” عن فكرة مشروعه، إنها بدأت بالصدفة عند مشاهدته برنامج تلفزيوني عام 2006، وكانت الحلقة تتحدث عن استغلال ألمانيا لدودة الأرض على رووث الأحصنة لتحويل الأسمدة، وكونه يعمل بإنتاج وبيع السماد في قرية المليحة بمحافظة درعا انتابه الفضول لمعرفة الطريقة.

ويضيف أنه بدأ بالبحث حول أنواع الدود وأصبح على دراية تامة بها، وصار حلمه أن يعمل في هذا المجال ضمن حدود بلده، وبعد خسارة أراضيه في درعا واندلاع الحرب واضطراره للخروج من القرية نحو العاصمة، بدأ ثانيةً عام 2017 بتربية دودة الأرض بكمية قليلة من الشرانق في غوطة دمشق الشرقية، حيث تكاثرت الشرانق ووصل إنتاج المشروع أسبوعياً إلى 4 أطنان من السماد العضوي (فيرمي كومبوست).

وحول قدرة سوريا حالياً على تجاوز ظروف الحصار لتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي قال “خليفة”: لسنا بحاجة إلا للعمل والإرادة، فسوريا بلد زراعي وتمتلك جميع مقومات المشروع، مشيراً إلى أن الجهات الحكومية إذ قامت بالمساعدة فسوف يتم العمل بكل جهد، تحديداً أنه بإمكاننا تأمين المستلزمات وإمكانية جلب الدود، لكن المشكلة تكمن في التسهيلات ومنح التراخيص.

مشيراً إلى أن سوريا وفلاحيها اليوم بحاجة العمل بجد على القطاع الزراعي، وتغطية احتياجات البلاد على الأقل، فأميركا مثلاً كانت تعمل به منذ 1940 دون الإفصاح عن الأمر، وعندما تم اكتشافه انتقل لاوروبا و شرق اسيا و الهند ..تركيا مصر، وكوبا كانت تعاني تعاني من الحصار في عام 1986، وبدأت بإنتاج سماد (فيرمي كومبوست) بأربع صناديق صغيرة فقط ووصل إنتاجها منذ أكثر من عشر سنوات إلى 100 ألف طن من السماد العضوي واستطاعت بذلك حل مشكلة تأمين الأسمدة والأدوية.

وعن أهمية “فيرمي كومبوست”، نوّه إلى قدرته على توفير الأموال الطائلة وحماية الصحة العاملة من خلال الاستغناء عن استخدام الأسمدة الكيميائية التي تسبب الأمراض والسرطانات التي تكلف الدولة مليارات الليرات في تأمين الأدوية والجرعات الكيميائية للمرضى، لأن الزراعة العضوية ذات قيمة كبيرة للغاية.

وأشار “خليفة” إلى أهمية تعميم فكرة المشروع ليكون السماد متوفر للجميع وبسعر أقل ليستطيع الناس شراؤوه، وفي ذات الوقت تكبر عجلة الإنتاج والطلب على العمال، مشيراً إلى استعداده لتقديم كلّ الخبرات لكل من يريد خصيصّا طلبة الهندسة.

وأكد المزارع السوري على عدم حاجته لدخول أي عنصر استثمار، بقوله: “الذي يريد العمل نعلمه ونعطيه الطريقة.. دون دخوله طرف معنا!”

وكان “خليفة” تلقى اتصالات من عدة أشخاص معنيين من الحكومة وغيرها بهدف دعم المشروع.

 

شاهد أيضاً

12 منطقة في ريف حماة تدخل بخدمات القيد العقاري المؤتمت

شام تايمز – متابعة أعلنت مديرية المصالح العقارية بحماة عن إدخال 12 منطقة عقارية جديدة …