شام تايمز الاقتصادي – دمشق – منار الزايد
استيقظ أغلب السوريون يوم الخميس الماضي، وكأنهم أهل الكهف فالأسعار التي كانوا يعرفونها قبل نومهم ارتفعت بشكل كبير، خلال ساعات، لتزيد من سيطرة حديث الأزمة الاقتصادية على الشارع السوري، ومنازل المواطنين وفي المحال ووسائط النقل ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي يتضاعف أثرها السلبي يومياً على العمال المياومين ومحدودي الدخل أو معدميه من الفقراء.
المحال التجارية مغلقة:
وعلى إثر موجة الغلاء التي اكتسحت جيوب المواطنين، أغلقت عدد من المحال التجارية أبوابها يوم الخميس من الظهيرة وصاعداً في دمشق وريفها، تحت حجج كثيرة ومنها أن عمال المحال يجب أن يرتاحوا أو سيارات توزيع البضاعة لم تصل بعد أو حرارة الجو..إلخ، علماً أن هذه الحجج لم يتحدث بها أحد سابقاً، بل وجدت مع بداية الارتفاع الجنوني للأسعار والغاية واضحة، وهي الاحتكار العلني للمواد ونفس الأمر قامت به بعض الصيدليات.
ازدحام عند المحال المفتوحة:
وفيما أغلق بعض المحتركين أبوابه، لعدم استقرار الأسعار وغيرها من الأسباب، شهدت محالٌ أخرى ازدحاماً شديداً وتدافعاً يومي الخميس والجمعة، لشراء المواد الغذائية ومواد التنظيف لتخزينها في المنازل، خوفاً من انقطاعها من جهة ومن أخرى كون ارتفاع الأسعار أصبح سيد الموقف، فالشراء حالياً أفضل من الشراء لاحقاً على اعتبار أن الأسعار تتغير صعوداً لا نزولاً، ورافق الازدحام تدافع وبعض الملاسنات بين الزبائن وأصحاب المحال في معضمية الشام وجديدة عرطوز بحسب ما ورد إلى شام تايمز، والمشهد ليس بالمبشر نفسياً واجتماعياً، وبالطبع من اشترى حاجته المنزلية وخزنها هو المقتدر في حين الفقير ومتدني الراتب لم يحرك ساكناً واكتفى بالمشاهدة والتحسر.
أصحاب المحال ممتعضون:
أعرب عدد من أصحاب المحال التي لم تغلق أبوابها عن عدم رضاهم على الارتفاع الجنوني، مبرئين أنفسهم من تهمة التسبب برفع الأسعار أمام المواطنين الذين يتهمونهم بذلك، فيما المشكلة تقع بدراجتها الأولى على عاتق تجار الجملة المتحكمين بالأسعار والمواد وهم أيضاً المستوردين لأغلب المواد، وبحسب حديثهم المعتاد فإن الجهات الرقابية تلاحقهم وتتناسى تجار الجملة والمستوردين، وهم عملياً في خسارة كون الأسعار غير مستقرة فهم يبيعون صباحاً بسعر ومساءً يشترون بسعر أخر وأكثر التجار تضرراً الذين يبيعون بالدين فعلى سبيل المثال بيع كيلو السكر الأربعاء بـ 700 ل.س. والجمعة أصبح 900 ل.س.
تجار الجملة ومحالهم المغلقة بالجملة:
وما ضاعف من حدة الموقف، إغلاق عدد كبير من محال الجملة منذ يوم الأربعاء، بمناطق عدة في دمشق وريفها، فيما امتنع آخرون عن البيع، بزعم أن البضاعة مباعة وتم قبض عربون مادي من الزبون، فيما حمل أحدهم المسؤولية للمتسببين برفع سعر الصرف للقطع الأجنبي، واصفاً إياهم بسبب البلاء، حسب قوله.
الجهات المعنية لا ترد:
ووسط كل هذا التضارب، حاولنا التواصل مع بعض المعنيين بوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ولم نجد أي استجابة، والجواب اليتيم كان من أحد مدراء فروع السورية للتجارة، الذي قال إنه بحاجة موافقة من الوزارة للتصريح.
الارتفاع يحطم أرقاماً قياسية:
منذ يوم الأربعاء اليوم الذي بدأ فيه الأسعار بالارتفاع والتضارب سجل سعر حفاضات الأطفال، ارتفاعاً قدره 2000 ل.س للكيلو الواحد خلال يومين، فيما زاد سعر كيلو السكر 250 ل.س والشاي والقهوة ارتفعت ما بين 1500 – 4000 ل.س للكيلو الواحد بحسب النوعية والجودة.