شام تايمز الإقتصادي – حمص – هبه الحوراني
ما إن بدأت الحكومة باتخاذ قرارات لتقليص إجراءات الحجر الصحي الذي استمر نحو شهرين، وعاد المواطنون لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، حتى صعقوا بنتائج الحظر الاقتصادية السلبية التي فاقمت من حدة الأزمة المعيشية، إلى جانب استمرار الحصار على بلدهم والعقوبات الخارجية وغيرها من الأسباب التي تزيد من تردي واقع الحياة اليومية، خصوصاً مع الغلاء الفاحش في الأسعار الذي قضى على القدرة الشرائية لنسبة كبيرة من المواطنين.
وبرصد بسيط للأسواق، القطع التي كانَ سعرها قبل الحجر 500 ليرة سورية، صارت مضروبة بـ3 و4 مرات، والسلع التي كان سِعرها، 1000 ليرة صار سعرها الضعف وأكثر، والجميع يتحدث عن ارتفاع يومي أو شبه يومي للأسعار في مختلف المحال والمحافظات دون حلول إيجابية لضبط الأسواق.
وقال المهندس “حسّان دربولي” في حديث لشام تايمز الاقتصادي .. “أنا كمهندس ولديّ دخل شهري، متوازن مع عدد أفراد أسرتي، ومع ذلك هناك العديد من السّلع استغنيتُ عنها، مع العلم أنها تعتبر ضرورية وليست كمالية أو للرفاهية، فكيفَ يكون الحال بالنسبة لمن ليس لديه دخل شهري، أو دخله قليل لا يتناسب مع عدد أفراد أسرتهِ الكبير؟! وأكبر مثال “صفد البيض” بـ3000 ليرة، كذلك “المتة” مشروب معظم الشعب السوري وصل سعر العلبة الحجم الوسط ب1000، أمّا الملابس الوطنيّة نخب ثاني وثالث أسعارها وكأنّها نخب أول أو مستوردة، فالبنطال لا يقل عن 8000 لدى معظم المحلات وليزيد الطين بلة يقول لنا أصحاب المحال “اشتروا بـ 8000 لان بعد كم يوم رح يصير السعر 12 الف” حقاً لا ادري هل هذا استغباء أمّ استغلال للمواطن الذي سيشتري عندما يكون مضطراً!.
وأضاف “دربولي”.. أصبحنا نرضى بالغلاء الذي كان قبل الحجر، لكن الأسعار اليوم لا تختلف عن حالة الطقس في فصل الصيف بشيء، باتت تلسع أصحاب الدخل المتوسط وتقتل الفقراء.
كلٌ يضع المسؤولية على الآخر:
وفي جولة على عدد من محال مدينة حمص، قال “ر.ب” وهو صاحب أحد المحال لشام تايمز .. “نحن كأصحاب محال توقف عملنا لمدة شهرين تقريباً، دون أي تعويض، مع العلم لدينا التزامات مثل الآجارات، ومعظم البضائع نشتريها بالدّين من التجار، والتجار زادوا أسعارهم فمن الطبيعي بدورنا كأصحاب محال أن نرفع الاسعار لنعوّض الخسارة”.
التجارة تقوم بعملها!
بدورهِ أوضحَ مدير مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس رامي اليوسف لـ”شام تايمز الاقتصادي” إنّ المديرية تقوم بإصدار نشرات تتضمن أسعار السّلع سواء الغذائية أوغيرها، ويجب الالتزام التام بها من قبل المحال التجارية وأن يقوموا بالإعلان عن بضائعهم بشكل واضح ومقروء.
أشارَ أيضاً إنَّ الدوريات أصبحت مُكثفة، سواء في الريف أم المدينة، منذُ يوم الأحد الواقع في17 أيار، تَحسُّباً لأي مخالفة من قِبل التجار، وخاصةً بسبب اقتراب عيد الفطر.
وختم اليوسف”إنَّ جميع المحال يجب عليها الالتزام بنشرة الأسعار التي تصدرها مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص كي لايتعرضوا للضبوط التموينية.