الاقتصاد المنزلي ضربُ من الخيال.. الأسرةُ تلفظُ أنفاسها!

شام تايمز الاقتصادي – دمشق – مارلين خرفان

زادت الظروف الراهنة من صعوبة إدارة اقتصاد المنزل بالنسبة للأسرة السورية، وتعاظمت مسؤوليات الحياة، بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ نحو تسع سنوات، وتضاعفت حدتها بسبب انتشار فايروس كورونا وحول شهر رمضان المبارك، تزامناً مع موجة غلاء اجتاحت الأسواق وقلصت من إمكانية المواطن السوري على التعايش مع الظروف المعيشية الصعبة، رغم محاولات العديد من الأسر لتطبيق مبادئ الاقتصاد المنزلي التي تساعدها في ترتيب شؤونها المالية، إلا أن ذلك المصطلح صار من “المصطلحات الفضفاضة” على اعتبار أن المواطن صاحب الدخل المحدود “خلقة الله” مقتصد.

منسيات:

معاناة السوريين المستمرة إثر الحصار وجشع التجار واحتكارهم، والدور الحكومي الرقابي الذي لا يتسم بالرضى الكافي، أجبرتهم على نسيان أمور كانت أساسية في حياتهم، فبحسب السيدة “أم محمد” والتي تعمل كخبيرة تجميل، فإن الدخل لا يتناسب مع حجم الاستهلاك وتقول “دخلي يتراوح بين (70 إلى 80 ألف ل.س) وأنا مسؤولة عن 3 أولاد وعملي توقف في فترة الحجر الصحي بسبب انتشار الوباء، قبل هذه الفترة كان التدبير المنزلي وإدارة المصروف أمر ممكن، أما الآن الأمر يتطلب استهلاك أكبر للمنظفات والمعقمات والكمامات والقفازات، في السنوات الماضية في مثل هذه الأيام كنا نقوم بتحضير المونة فهي جزء من التدبير المنزلي، أما الآن، نسيتها، لم أعد مهتمة بتحضيرها لارتفاع أسعارها وارتفاع ساعات التقنين فمعظمها يحتاج للتثليج”.

مجبر أخاك لا بطل:

ورداً على سؤالنا للموظف الحكومي “أبو علي” حول أساليب الاقتصاد المنزلي وإدارة المصروف، أجاب ساخراً “عن أي تدبير واقتصاد منزلي وإدارة مصروف تتحدثون ونحن نعيش حياة التقشف يعني “يا زيت يا زعتر” الزيت والزعتر مع بعض رفاهية، بالمختصر بالنسبة لي كرّب أسرة أنا مسؤول عن تأمين متطلباتنا الأساسية ولكن هناك متطلبات طارئة ليست في الحسبان مثل زيارة الطبيب والأدوية والأعطال المنزلية”.

بدورها السيدة “أم زين” وهي موظفة وزوجها يعمل على تاكسي أجرة ولديها 4 أولاد، لم يكن جوابها أقل سخريةً من جواب أبو علي.. “لو يرجع الزمن فيني 20 سنة وأدخل كلية التجارة والاقتصاد واتخرج بأربع سنوات وبدون دورة تكميلية.. يمكن وقتها بعرف كيف وازن بين الدخل والمصروف”، وتضيف في حديثها لشام تايمز الاقتصادي “الناس تقتصد دون أن تعرف أن اسمها الفني “المتفزلك” اقصاد منزلي، ببساطة صارت اللحمة من المحرمات والمكسرات ثمنها يقصم الظهر، الحلويات حلوة لكن في المحلات فقط، أما الفاكهة حسب الموسم كيلو كل أسبوع”.

 حاجة وضرورة:     

وفي ظل الحاجة الملحة لإيجاد حل ينقذ آلاف الأسر السورية التي تجاوزت خط الفقر، ومناشدات كثيرين لإخراج البلاد من عنق الأزمة الاقتصادية، رأت الدكتورة “فاتن نظام” المدربة الدولية في التنمية البشرية والأخصائية الاجتماعية خلال حديثها “لشام تايمز” إن موضوع الاقتصاد المنزلي وإدارة المصروف ولا سيما في الظروف الراهنة يعتبر حاجة وضرورة كي نستطيع الاستمرار بالحياة، فعلى مستوى الأسرة لا بد من إدارة المصروف على أساس الدخل الشهري، تلافياً للوقوع في أزمات ومشكلات مالية، ويجب اتخاذ عدة خطوات لإدارة المصاريف ومنها: إعداد الميزانية وتدوين الاحتياجات، وتقدير تكاليف كل ما تحتاجه الأسرة خلال الشهر، وتسجيل المصروفات الأساسية، ثم ترتيب الأولويات ضمن الميزانية المحددة فهناك مصروفات لا يمكن التخلي عنها كالأدوية الدائمة، ومصروفات يمكن أن تكون قابلة للضغط مثل مصاريف التسلية والترفيه ومصاريف المناسبات الاجتماعية.

 

شاهد أيضاً

البنك الدولي يحذّر من احتمالية تراجع الاقتصاد عالمياً

شام تايمز – متابعة حذّر البنك الدولي من احتمالية تراجع متوسط النمو الاقتصادي العالمي إلى …