سوق “البضائع السوداء” في حمص.. بلا رقابة!

شام تايمز الاقتصادي – حمص – لؤي ديب

“مافي شي محرّم ع البيع” من هذا المُنطَلَق يعمَل أولئك الرِّجال كل يوم جمعة، مالئين هذه الغُرفَ صخباً وبضائع من كُلّ صنف ونوع، “أغذية، ملابس، خشبيّات، معادن، إلكترونيّات، كُتُب، مُقرّرات جامعيّة ومدرسيّة، طيور..إلخ” وما خَفي كان أعظم دون رقابة ولا حِساب وإن سألتَ أحد الزبائن عن سبب زيارته لهذا السّوق يقول.. “كل شي هون أرخص من برّا بأكتر من النص، أحياناً في شغلات بدا تصليحة خفيفة بس بترجع وكالة، هالناس عم تترزّق ونحنا عم نستفيد”

من الناحية الشّكليّة يبدو كلامه منطقياً لا ضَير فيه، كذلك “أبو غسّان” وهو رجل أربعيني كان يحمِل مروحة كهربائية ويخرُج بها من السُّوق تحدث لشام تايمز قائلاً “بـ 5 آلاف ليرة روح اسآل عن سعرا برّا بتجيبا بهيك مبلغ؟ وبالنسبة لمصدرا ما بهمني يا أخي أنا دفعت حقّا وهوّي يصطفِل منّو لربّو”.

لقطات للبيع:

وبجولة بسيطة بين هذه الغُرف المعدنية المتداخلة الموزّعة على “عبّارتين” ونظرة سريعة على طريقة عرض البضائع والتعامُل معها وأسعارها التي لا يقبلها منطق، سيستيقظ الفضول داخلك لتسأل أحد الباعة عن مصدر بضاعته فيجيب قائلاً..

“البضاعة منشتريّا (لقطات) أوقات جارك بكون عندو غرض بدو يبيعو، ابن حماك مثلاً بكون عندو غَرض بدو تصليح ببيعو اي نحنا منشتري برخص وما منطمع منجي منبيع بالرّخص، لا ما حدا مداوِم هوني نحنا منجي وقت بكون في عنّا بضاعة قلال كتير المداومين (كل جمعة كل جمعة) هلا آخر النهار بتلاقي الكل ضبضب بضاعتو ومشي..”

سوق التعفيش المزدهر:

مع بداية النهار ما بين الساعة الثامنة والعاشرة يصعب عليك دخول “سوق الجمعة” بسبب الازدحام الشديد الناتج عن تجمُّع الباعة والزبائن، من الجدير بالذكر أنّ ظاهرة “سوق الجمعة” ازداد انتشارها في حِمص عام “2014” وذاع سيطه بين العامّة على أنَّه “سوق التعفيش” أي سوق بيع الأثاث المسروق من منازل الأُسَر المُهجَّرة، وكان باعة هذه المسروقات ينتشرون في الحدائق القريبة من الطُرُق الرئيسية التي تصل بين الحارات ومواقف وسائط النَّقل العامة مثل “حديقة المهاجرين، حديقة مسبح صحارى، جانبَي شارِع الأهرام الرئيسي، حديقة العدوية، نهاية شارِع الغوطة الرئيسي..إلخ” وما يماثلها من مواقِع، إلى أن تم إنشاء هذه الغُرَف المصنوعة من التوتياء لهم مع نهاية عام “2018” لكي يجتمعوا في مكان واحد، وكان سبب إنشاء هذا السّوق هو أن بسطاتهم مؤذية للمظهر الحضاري في أحياء المدينة، دون النّظر إلى ما تُسبِّبه هذه البسطات وما يُباع فيها من أذىً اقتصادي أو صحّي لسكّان المدينة..

الاسم يتغيّر:

قد يقول قائل: “سوق الجمعة” موجود في العديد من دول الجوار وهو مساعدة للفقير قبل أن يكون اعتداء على اقتصاده. وبالضبط ما كان يُعرَف قبل الحَرب بـ”سوق الحراميّة” هو ذاته الذي تطوّر وصار بمسمّيات أخرى مختلفة، يُسمّى في دول الجوار سوق “البالة” لبيع الملابس المستعملة كما حدث في مدينة مقاطعة “لاهاي” الهولندية حيث قامت البلدية في شهر آذار عام 2014 بتجهيز سوق “بالة” وحدّدت شهر كامل لِكُل شريحة من المُجتمع للاستفادة من هذا السوق وابتدأتها بالطُّلّاب، أمّا أن تَتِمّ سرِقة فقير لبيع أثاثه بسعر رخيص إلى فقير آخر، لا يمكن أن يكون المُستفيد هنا غير السّارِق، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود بضاعة مستعملةٍ فعلاً أو أخرى متعطلة في “سوق حمص” أي دون التعميم على أن جميع بضائع السوق هي من المسروقات.

شاهد أيضاً

البنك الدولي يحذّر من احتمالية تراجع الاقتصاد عالمياً

شام تايمز – متابعة حذّر البنك الدولي من احتمالية تراجع متوسط النمو الاقتصادي العالمي إلى …