شام تايمز الاقتصادي – ريف دمشق – منار الزايد
لم يكن ينقص أبناء الريف الغربي والجنوبي الغربي لدمشق سوى مكب نفايات يحترق، ليزيد من مأساوية ظروفهم المعيشية، دخان وروائح كريهة وتلوث ينتشر بين الفينة والأخرى منبعثاً من مكب نفايات “رخلة” التابعة إدارياً لمدينة قطنا بريف دمشق، وتعد نقطة جذب سياحي، ورئة لدمشق وريفها وانطلقت فيها مشاريع سياحية بتكلفة تجاوزت المليارات، وهي المصدر المائي الرئيسي، وقد باشرت مؤسسة المياه بحفر أكثر من 30 بئراً فيها لإرواء الغوطة الغربية، لكنها صارت مهددةً بفعل تفاقم أزمة مكب المقاومة الذي اعتمدته المحافظة منذ عشرات السنين بجوار تلك الآبار.
وتؤكد المصادر المحلية لـ”شام تايمز الاقتصادي” أن المسألة تحولت إلى كارثة خطيرة تهدد مصادر المياه، وتلوث هواء الريف النقي، وتغير واجهة المنطقة السياحية، فالمكب لم يعد يستوعب الأطنان الهائلة الناتجة عن الوحدات الإدارية المجاورة، علماً أن السيارات المحملة بالقمامة ستعبر الصبورة ويعفور وقطنا وجميعها مناطق اصطياف، ناهيك عن ازدياد أعداد الكلاب الشاردة بسبب المكب.
وأوضح رئيس بلدية رخلة بركات أبو الخير لـ”شام تايمز” أن المكب يشكل معضلة كبرى للمنطقة وللأهالي، والمشكلة عمرها أكثر من خمسة عشرة عاماً، والمكب مطروح للاستثمار منذ سنوات ولكن بسبب ظروف الأزمة السابقة ومشكلة وباء كورونا تعرقل موضوع الاستثمار، وأضاف “بركات” أن وزارة الإدارة المحلية والبيئة قامت بتجهيز البناء الخاص بالمكب، حيث تم تسويره وإنارته وإنشاء بناء اداري فيه وهذه الأمور لتسهيل من عملية الاستثمار.
وحذر المسؤول المحلي قائلاً.. “هناك قلق شديد من حدوث ارتشاحات إلى القلب الجوفي الذي يغذي مياه الشرب، مع العلم أن البلدة لا تملك شبكة صرف صحي، بسبب الطبيعة الجغرافية وبالتالي تزيد من نسبة الخطر على المياه الجوفية كون المكب غير مستثمر حالياً”.
وقال بركات إن الدخان المتصاعد في المنطقة سببه الانبعاثات الغازية بسبب عمليات الطمر، ونفى أن يكون هناك حرق في المكب والمعالجة لحد الأن هي حلول إسعافية وليس جذرية.
وفي سياق متصل قالت مصادر شام تايمز في مديرية معالجة النفايات الصلبة بدمشق وريفها، إن مشروعين لإعادة تدوير النفايات معروضين للاستثمار، في منطقة الغزلانية ورخلة، وتوجد شركات صينية وهندية وإيرانية تدرس الاستثمار في الموقعين عبر وكلائها ضمن سورية وتمت تهيئة البنية التحتية للمشروعين من قبل المحافظة مما يوفر الوقت على المستثمر، والهدف منهما استثمار النفايات في توليد الطاقة البديلة، والحصول على غاز، ومواد عضوية متخمرة تتحول لسماد عضوي.
وإلى حين وصول المستثمرين وتوقيع العقود اللازمة، ماذا ستكون الحلول المقترحة لإنقاذ رخلة وقطنا وما حولها من الانبعاثات والروائح الكريهة والتلوث، ولماذا لا يتم اللجوء لاستخدام معمل إعادة تدوير النفايات الصلبة في القنيطرة القريبة جغرافياً لتقليص نسبة التلوث المحتمل مرحلياً في تلك المناطق، أم أن كارثة بييئة مستقبلية ستحصل بسبب الواقع المتردي للمكب، والذي صار يشكل عبئاً على آلاف السكان خصوصاً الأطفال ومرضى الربو، الذين ناشدوا لوضع حد للتلوث الحاصل.