سكك حلب تعمل من جديد.. الرحلة بـ “خمسين” ليرة!

شام تايمز الاقتصادي – حلب – انطوان بصمة جي

بعد انقطاع دام قرابة الشهرين عاد قطار حلب جبرين لاستئناف رحلاته التي تخدم أرياف حلب على محور جبرين، جاء ذلك بعد قرار الفريق الحكومي وإعلان وزارة النقل عن إعادة تشغيل قطارات نقل الركاب في محافظة حلب اعتباراً من الأحد مع الالتزام بالإجراءات الصحية والتعقيم، إذ يفضل كثير من الموظفين والطلاب الجامعيين هذه الوسيلة منذ بدء إعادة تأهيل السكة الحديدية والتأكد من جهوزيتها وتشغيلها بعد تحرير مدينة حلب أواخر 2016 انطلاقاً من كونها الوسيلة الأقل تكلفةً مقارنة بوسائل النقل الأخرى إذ تبلغ قيمة التذكرة 50 ليرة سورية.

ويخدم قطار حلب جبرين العديد من المحطات على كامل المحور انطلاقاً من محطة بغداد والسكري ثم محطة النيرب ومخيم النيرب وصولاً إلى محطة جبرين المعروفة باسم “محطة حلب الكبرى” الأمر الذي جعله وسيلة التنقل المفضلة لدى أغلب قاطني أرياف مدينة حلب.

وخلال أولى الجولات بعد فك الحظر عن حركة القطارات، وعند محطة النيرب سارع “محمد نبهان” الموظف الخمسيني لصعود القطار متوجهاً إلى وظيفته في إحدى مديريات حلب، وتحدث لـ”شام تايمز” عن فرق التكلفة الكبير بين استخدام السرافيس أو القطار، فبسبب أزمة فايروس كورونا وتوقف القطار عن العمل، اضطر للبحث عن وسيلة نقل أخرى لتقله إلى مكان عمله بشكل يومي، وفي الأسبوع الأول بعد توقف حركة القطار وجد نفسه مجبراً على ركوب ميكروباص (ذهاباً وإياباً) بمبلغ 900 ليرة يومياً أجرة السرفيس، أي ما يقارب أكثر من 21 ألف شهرياً من راتبه “الضعيف أصلاً” في حين أن قطار حلب جبرين لا يكلفه سوى 2,400 ليرة شهرياً الأمر الذي ساهم بشكل فعال في توفير الكثير على المستخدمين.

 

أما جمال قدوره وهو موظف متقاعد من أبناء مخيم النيرب كان له النصيب في ركوب أول رحلة بعد قرار عودة حركة القطار، معرباً لـ”شام تايمز” عن استيائه من قبل سيارات الأجرة (التكاسي) التي تحولت إلى سرافيس وسارعت لرفع أجورها وتقاضي مبلغ 300 ليرة على الراكب الواحد وقد يصل الاستغلال إلى أكثر من ذلك، مؤكداً أنه اضطر في إحدى المرات لدفع 1200 ليرة للتكسي، رغم مشاركته فيها مع شخصين آخرين، لقاء وصوله إلى مدرسة المعري بوسط مدينة حلب كي يتسنى له أن الحصول على راتبه التقاعدي، وأضاف أنه مع عودة حركة القطار أنهى بذلك حقبة مالية عصيبة وانتهى معها الجدال حول التسعيرة مع “شوفيرية التكاسي”.

وأكد رئيس دائرة نقل الركاب في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية حسام الدين كيالي لـ”شام تايمز” تشغيل قطار محور حلب جبرين صباح الأحد ليعود إلى ساحة المنافسة مع وسائل النقل الأخرى، فقيمة التذكرة حافظت على سعرها البالغ 50 ليرة منذ بداية تحرير مدينة حلب، فيما كانت وسائل النقل الميكروباص تأخذ المبلغ أضعافاً ووصل إلى 300-500 ليرة للراكب الواحد، ومع عودة تسيير قطار نقل الركاب تم الحد من عمليات الاستغلال التي يعاني بسببها المواطن، وسنشهد في الأيام القادمة بحسب كيالي، إقبالاً من قبل شرائح المجتمع خصوصاً الموظفين وطلاب الجامعة، موضحاً أن قطارات نقل الركاب تندرج ضمن المجال الخدمي وليس الربحي فمن المعروف في أغلبية دول العالم أن قطارات الركاب دائماً خاسرة يتم تعديل ميزانها التجاري من قبل قطارات الشحن ونقل البضائع.

وأضاف رئيس دائرة نقل الركاب أن المؤسسة تقوم بتوجيه رحلتين على محور حلب جبرين بشكل يومي، وبما يتناسب مع أوقات الموظفين، إذ وصل إجمالي عدد الركاب لأكثر من 500 شخصاً يومياً في آذار الماضي، بالإضافة إلى تخديم القطار لنشاطات وفعاليات خاصة من قبل المجتمع المدني (طوائف- نوادي- طلاب مدارس- كشافات).

بدوره قال المهندس “إبراهيم خضرو” المكلف بتسيير مديرية فرع حلب للخطوط الحديدية إنه بناء على التوجيهات الحكومية بإعادة تسيير وسائل النقل التابعة للقطاع العام، تم البدء بتسيير قطار حلب جبرين بمعدل رحلتين يومياً، حيث تم وصول أكثر من 100 راكباً في الرحلة الأولى، في حين بقي السعر التشجيعي لقيمة التذكرة البالغ 50 ليرة سورية، بالإضافة إلى وجود تخفيضات 20% بالنسبة للطلاب وكبار السن متوقعاً إقبالاً جيداً على ركوب القطار من قبل المواطنين كون السعر الرمزي يساهم في تخفيف أعباء التنقل على معظم الأسر الحلبية

وعن الجدوى الاقتصادية لهذه الرحلة أكد خضرو أنها تندرج تحت الإطار الخدمي بالنسبة للمؤسسة كونها تستهدف تخفيف أعباء التنقلات اليومية لدى المواطنين من كون مواعيد انطلاق الرحلات المدروسة بما يتناسب مع أوقات الدوام الرسمي، وقد تم اتخاذا كافة الإجراءات الوقائية المطلوبة بحيث تم وضع عدد من العربات الكافية لتخفيف الازدحام والحفاظ على التباعد المكاني وكافة شروط السلامة الصحية، بالإضافة إلى تعقيم العربات قبل وبعد انتهاء الرحلة.

شاهد أيضاً

ارتفاع أسعار الذهب

شام تايمز – متابعة ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الخميس، مدعومة بضعف الدولار، فيما يترقب المستثمرون …