شام تايمز الاقتصادي – دير الزور – عثمان الخلف
فرضت إجراءات مواجهة انتشار فيروس “كورونا” أجواء ضاغطة على عملية إعادة الإعمار بمحافظة دير الزور المنكوبة، واختلف الحال بين قطاعات العمل بشكل عام، بعضها تابع عمليات إعادة الإصلاح بوتيرة مماثلة لما قبل الحظر، ومنها اقتصر عمله ضمن مجريات العمل الإداري متوائماً وحجم العمالة الباقية بموجب قرارات التخفيض، ومنها من يعمل على عقود عمل لعامٍ مضى فقط أو ما يُسمى “تشطيبات ” .
حركة إعمار مُثقلة:
بدا لافتاً مؤخراً عودة حركة “التزفيت” لشوارع في مدينة دير الزور بعد قرابة الشهرين من حالة السبات بفعل إجراءات الحظر، وشملت مداخل المدينة من جهة ما يمسى طريق حلب، بعد نحو شهرين من تحول العمل البلدي والمحلي من الإصلاح إلى التعقيم بسبب الظرف الراهن، وبحسب تصريح رئيس مجلس مدينة دير الزور المهندس “رائد منديل” لشام تايمز الاقتصادي فإن
الحظر وإجراءات مواجهة فايروس “كورونا” أثرا على عمليات الإعمار بشكل كبير، وبسببها توجه العمل البلدي في الغالب نحو متابعة أعمال التعقيم وأوضاع السوق ومدى الالتزام بالأمور الوقائية، مبيناً أن المدينة التي عاشت حصار الإرهاب وما تبعه من دمار باتت تنتظر نهاية الوضع الحالي، لمتابعة العمل في مشاريع كبرى تحتاجها المحافظة لاسيما الأحياء المدمرة والتي تُشكل النسبة الأكبر.
وأشار “منديل” إلى أن “كورونا” جعل عملنا يقتصر على أعمال تشطيبات العقود السابقة من بنى تحتية، دون فتح جبهات عمل جديدة في ظل هذا الوضع الذي أدى إلى تغييب تمويلات الإعمار لحين انتهاء الأوضاع الراهنة، مؤكداً أن المحافظة تعتمد في تمويل هذه المشاريع على الموازنة المستقلة.
وذكر رئيس مجلس المدينة أن “أجمل” المشاريع المنفذة حسب وصفه، تمت بالاعتماد على الموازنة المستقلة، وتمثلت بتزفيت وترقيع شوارع حي جمعية المعلمين، وامتداد الشارع الرابط بين الجندي المجهول ودوار السلامة، فيما يتم العمل مع المنظمات الدولية بالتوازي على متابعة إصلاح الصرف الصحي في منطقة الضاحية، واستكمال العمل بالمرحلة الثانية من مشروع الصرف الصحي لحيي “الجبيلة” و”العرفي”.
وأضاف لـ”شام تايمز” أن عمليات إنارة الشوارع وصلت إلى مراحلها الأخيرة في هذه الفترة بالتعاون مع منظمة الـ UNDP، والتي شملت شوارع الانطلاق باتجاه مبنى البريد الجديد، الأشعري، والشوارع بالقرب من حديقة أبو تمام ، ناهيك عن تنفيذ مشروع حجر رديف من دوار الانتصار وحتى مدرسة ” بدر الدين عيفان “.
الإصلاح يشمل القطاع الصحي:
أكد مدير صحة دير الزور الدكتور “بشار الشعيبي” لـشام تايمز الاقتصادي أن واقع التنفيذ للبنى التحتية العائدة للمديرية مستمرة بشكل جيد طبعاً، وسط الاهتمام بشكل أكبر بمتابعة الأوضاع الصحية التي استنفرنا لها فرقاً للمتابعة المباشرة في نقاط محددة
في المشافي والمعبر الحدودي مع العراق، إضافة للمعابر النهرية ومركز انطلاق البولمان، حسب قوله.
وبين ” الشعيبي ” أنه وضمن أوضاع الحظر تابعت الجهة المنفذة عمليات إعادة تأهيل مبنى المديرية القديم في حي “الحويقة الشرقية” ولم تتوقف الأعمال، وجاري الانتهاء من تأهيل مركزي “مظلوم” و”السويعية” الصحيين، كما يتم إعادة تأهيل مقر المعهد الصحي والذي تنفذه منظمة الإسعاف الأولي الدولية وسيكون جاهزاً خلال أسبوعين.
مدير الصحة أكد أيضاً أن منعكسات وضع الفيروس وما نجم عنه من حظر أثر على العمل، وتواجهنا صعوبات بخصوص إنجاز الدراسات المفترض تجهيزها لمشاريع صحية أخرى لها، مشيراً إلى أن تلك الدراسات تجريها الشركة العامة للدراسات الهندسية بدمشق وبسبب توقف السفر وعوائق النقل، تأخرت عملية الإنجاز.
ونوه “الشعيبي” إلى أنه ومن ضمن المخطط تأهيل مقرات مشفيي الوطني والفرات في حيي الحويقة الشرقية والرشدية، متمنياً أن لا تطول فترة الحظر التي تؤثر على انسيابية إعادة إعمار ماخربه الإرهاب.
فيما بين مدير عام مؤسسة المياه المهندس “ربيع العلي” أنه وخلال الفترة الأخيرة انضمت محطات جديدة لمياه الشرب إلى قائمة التشغيل وذلك مع بدء الضخ المياه في محطات “الجفرة” التي زودت بخط كهربائي ، حسرات، سيال غربي، الصالحية.
ولفت “العلي” إلى أنه وخلال أيام سيتم تشغيل محطة “الرمادي” بريف البوكمال، ليصل بذلك عدد محطات المياه التي دخلت الخدمة وأعيد تأهيلها بعد فك الحصار وتحرير المدينة، إلى 43 محطة، 7 منها في مركز المحافطة، و23 بالريف الشرقي، و6 محطات بالريف الغربي، و7 بالريف الشمالي الشرقي.
بدوره مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “بسام الهزاع ” أكد مراكمة العمل عبر افتتاح المزيد من المنافذ الاستهلاكية ضمن الجهات العامة لتخديم العاملين فيها، وتفعيل صالتين بالريف الشمالي في بلدتي “مظلوم” و “مراط ” ليتجاوز إجمالي الصالات في عموم المحافظة 24 صالة، فيما حققت مديرية الأحوال المدنية خلال فترة الحظر إضافات جديدة على طريق الإعمار بتفعيل خدمات البيانات الحاسوبية، وحسب مديرها “محمود المحمود ” بات بالإمكان تحصيل تلك الوثائق في البوكمال وريفها وناحية الجلاء، إضافة لريف الميادين بتجهيز مراكزها بالحواسيب اللازمة.
دوائر تسيير عمل:
جدير بالذكر أن شركة الكهرباء في دير الزور صارت على الدوام تتابع ميدانياً أعمال الطوارئ بفعل الحظر، وبحسب مدير شركة الكهرباء المهندس “خالد لطفي” فإن مسار التيار الكهربائي يقتصر على مركز المحافظة والريف الغربي وقرى الريف الشمالي (حطلة، مراط، الحسينية) وآخر الأعمال كانت إيصال الكهرباء إلى محطة تحويل البوكمال وناحية “الجلاء” وما تم تركيبه من مراكز تحويل يصل إلى 477.
ولفت “لطفي” إلى أن واقع الحظر أثر على مشاريع الشركة التي تعني فيما تعنيه الإعمار، غير أن المشكلة أيضاً في عدم توفر المعدات والتجهيزات، ناهيك عن ارتباط ذلك بالاستيراد وحركة النقل.
وهو واقعٌ يُماثل فرع مؤسسة الاتصالات التي توقفت عن تأهيل 11 مركزاً هاتفياً من أصل 54 وهي موزعة بين المدينة والريف، بسبب الأوضاع الراهنة، والنقص في دفعات التمويل التي تواكب الاحتياجات.
وإذ تنشغل مديرية التربية بالتجهيزات الخاصة بالامتحانات العامة يبقى تأهيل المزيد من البنى التعليمية برسم المستجدات، ومما سُجل في هذا السياق مؤخراً، إعادة تأهيل مدرسة “آمنة الزهرية” ضمن الأحياء المدمرة لتنضم إلى مدرستي “فيصل ” و”ساطع الحصري” ليصل عدد المؤهل بشكل عام حسب مدير التربية “نشأت العلي” 310 مدارس من أصل 1470.
ورغم ماتحقق من خطوات كبيرة على صعيد إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية من كهرباء ومياه وزراعة واتصالات، وتأهيل وافتتاح العديد من الدوائر الخدمية لمختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية مروراً بالدوائر الشرطية والقضائية، غير أن الواقع الذي فرضته الإجراءات الوقائية من فيروس “كورونا” جعل أغلب مشاريع إعادة الإعمار بحكم الانتظار لزوال الوضع الاستثنائي وعودة العمل لجبهات عمل واسعة.