شام تايمز – سارة المقداد
أكد رئيس اتحاد الناشرين في سورية “هيثم حافظ” على تأُثر صناعة النشر بشكل كبير بسبب تداعيات أزمة فايروس كورونا، خصوصا أنها من الصناعات التي تعتمد في بنائها على واقع الأمن والأمان، وتتأثر في كل ما يحيطها، مشيرا إلى أن هذه الصناعة “شفافة” كصناعة الألماس.
وقال “حافظ” إن صناعة النشر تعتمد على المعارض الداخلية والعربية والدولية وتلك المعارض تعتمد على التجمعات البشرية، وهذا ما يعتبر مخالفا للوقاية من “كورونا”، لذلك تم إلغاء المعارض بشكل عام في كل الدول كمعارض الشارقة، أبو ظبي، الرياض، لندن وباريس.
وبالنسبة لمعرض مكتبة الأسد (معرض الكتاب) في سورية، لا أعلم إذ كان من حسن أو سوء الحظ عدم الإعلان إلا عن تاريخه فقط، حيث كنا نقوم بالتحضيرات الأولية قبل الإعلان، وهناك بالطبع تحضيرات وشروط لدراسة المعايير القادمة للمعرض مع إدارة معارض مكتبة الأسد، لكن الآن الظروف غير مناسبة للاجتماع والوضع ضبابي لذلك لا أعلم إذ سيقام المعرض أم لا فهو مرتبط بقرارات وزارة الثقافة وإدارة المعرض ومجلس الوزراء ووزارة الصحة التي تقوم حاليا بالإجراءات الإدراية على كل النشاطات.
وإجمالا النشاطات الثقافية توقفت فلا يوجد قرار حاسم الآن، وتوقيت المعرض في شهر أيلول ونتمنى إلى حينها أن نكون قد انتهينا بما نمر به الآن.
وأشار “رئيس الناشرين” إلى أن الاتحاد أطلق خلال هذه المرحلة العديد من المبادرات، منها مبادرة تحت عنوان ” اقرأ وخليك بالبيت” كمحاولة لمساعدة الناشرين وتوزيع الكتب للقراء.
وبيّن أن الناشرين السوريين أو العرب كانوا غير مستعدين ومهيئين لهذه الأزمة لا مهنيا، ولا صناعيا، ولا تقنيا، أو فنيا، وأن كارثة كهذه ستؤدي إلى إضعاف سوق النشر في الوطن العربي وخاصة أنه يمر في منحدر كبير جدا، ولكن كإداريين في الاتحادات المحلية سنحاول تخطي هذه الأزمة.
وأَوضح أن الحل حاليا هو (النشر الرقمي) لذلك وبالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب نسعى لتقديم أشياء متطورة وإيجاد فرص جديدة لتسويق الكتب من خلال (التسويق الإلكتروني)، الذي له دور مهم جدا وكبير مع المستقبل.
وكنّا قدمنا في اتحاد الناشرين السوريين كتب مهمة ونوعية ولدينا الآن مخططات لتقديم كتب لتعويض الفاقد التعليمي الذي حصل في وزارة التربية، من خلال الكتب التعليمية والعلمية والإثرائية للمنهاج، وتبسيط اللغة العربية والعلوم والفيزياء والعديد غيرها.
وطالب “حافظ” الحكومة ومجلس الوزراء ووزارات التربية، الثقافة، الإعلام، التعليم العالي، الشؤون الاجتماعية والعمل والتجارة، ورجال الأعمال والاتحادات المهنية، والمثقفين بدعم كبير عند عودة الأمور إلى طبيعتها.. فأُثر “كورونا” على سوق النشر كبير وإذا استمرت تبعاته كإيقاف الشحن، الطيران، إغلاق الحدود فهذا سيؤثر سلبا على النشر، وإذا طال فهناك العديد من الناشرين سيفقدون خططهم المستقبلية للعمل، ومن سيكون في موقف محرج وفي أزمة مالية وإنتاجية ليس بالعدد القليل.
واعتبر “رئيس الاتحاد” الكارثة الكبرى في صناعة النشر أنها ليست من المهن التي تعود إلى واقعها الطبيعي فورا، فقد نحتاج إذا فقدنا السوق لمدة شهر إلى سنة للعودة إليه، وإلى ثلاث سنوات إذا فقدناه 3 أشهر، وأن كل ما طالت الأزمة أًصبح التأثر أكثر عمقا، وبالطبع لا يمكن أن نكون في مجتمع متطور وصناعة النشر متخلفة.