لهيب الأسعار يتصاعد في دير الزور.. أهلها يتكافلون وتجارها في ثبات!

شام تايمز الاقتصادي – دير الزور – عثمان الخلف

لم يُسجل حتى تاريخه أي إصابات بفايروس “كورونا” في محافظة دير الزور حسب المصادر الصحية في المحافظة، والتي أشارت إلى أن الحالات الست التي كانت في مجمع المشافي (مشفى الأسد) جاءت نتائجها سلبية أي سليمة، فيما جهزت مديرية الصحة مركزاً في بلدة ” عياش ” للحجر الصحي، ليبقى المسيطر على هواجس الناس في هذه الظروف هو القلق المتزايد من الغلاء المعيشي.

غلاء تصاعدي:

بدت دير الزور منضبطة فترة الحظر ولم يخل الأمر من توقيفات لبضع حالات خرق حظر التجوال، غير أن قلقاً يطال الأهالي لاسيما من توقفت أعمالهم كأصحاب المحال الرتفيهية والمطاعم والصالات والحلاقين وغيرهم.

وبدأ الأثر السلبي للوضع الراهن واضحاً بالغلاء الذي زادت من حدته إجراءات الحظر بالإضافة لعوامل سابقة، من أبرزها عدم تعافي الواقع الزراعي والذي يسهم تعافيه في وفرة المواد لاسيما الغذائية وبالتالي انخفاض أسعارها.

صاحب أحد محل بيع الخضار في شارع الجاز يدعى “بديع الصكر” أكد أن الارتفاع يعود لِكون أغلب الغذائيات لم يبدأ موسمها الفعلي كالخضروات، ناهيك عن كون أغلبها يُجلب من محافظات أخرى كحال البندورة مثلاً التي تُجلب من درعا.

فيما يؤكد “نضال خليفة” صاحب بقالية في شارع الحوض بمنطقة القصور أن الارتفاع السعري جعله يعزف عن شراء بعض المواد في بقاليته، كحال البيض الذي ارتفع بشكل جنوني، متسائلاً إذا كان سعر الطبق وصل إلى 2600 فبكم سيباع للمستهلك؟

مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدير الزور “بسام الهزاع” أفاد لـ “شام تايمز الاقتصادي” بأن جولات الرقابة التموينية مستمرة لكبح جماح الأسعار، وقد جرى خلال هذه الأيام تنظيم 8 ضبوط وإغلاق سبع محال، نظراً لعدم التزام أصحابها بقرار الاغلاق المتخذ بموجب التعليمات الحكومية.

من جهته رئيس اتحاد الفلاحين “خزان السهو” أشار إلى أن الواقع الزراعي يحتاج إلى خطوات داعمة وعملية أكثر لاستثمار المزيد من الأراضي الزراعية، الأمر الذي سينعكس على وفرة المعروض وهبوط الأسعار، مبيناً أن أغلب الأراضي الزراعية بدير الزور تروى من الجمعيات الفلاحية الزراعية والتي كان تعدادها يصل إلى 253 جمعية في عموم المحافظة، تم تشغيل 118 جمعية من أصل 135 كلها في مناطق سيطرة الحكومة السورية، لافتاً إلى أن سيطرة ميليشيا “قسد” على أراضي الجزيرة قد تحرم المحافظة من خيراتها، بسبب الدور السلبي لعناصر “قسد” الذين منعوا فلاحي تلك المناطق في الموسم المنصرم من توريد محصول القمح الذي كان إنتاجه عالياً جداً بالنظر لكمية الهطولات التي ساعدت حينها في توسيع المساحات الزراعية المروية ومضاعفة البعل منها بشكل كبير.

 

مبادرات تكافلية:

وعلى إثر الواقع المتردي كنتيجة للأزمة الحالية، بدأت بعض الفعاليات للتحرك باتجاه مساعدة المحتاجين، على شكل مبادرات بعضها حكومي، كمبادرة محافظة دير الزور التي عملت على توزريع أربعة آلاف ربطة خبز مجاناً في مركز المحافظة ومدينتي البوكمال والميادي وأهالي قرى الريف الشمالي.

كما أعلن فرع الهلال الأحمر بدير الزور عن البدء يوم الأحد القادم بتوزيع المعونة الغذائية للأهالي، وأوضح رئيس الفرع “سفيان المشعلي” أن التوزيع سيتم وفق آلية جديدة تراعي الاحتراز الوقائي منعاً للازدحام، حيث تم تحديد 5 مواقع بمساحات واسعة لهذا الغرض وهي مركز الهلال بالضاحية، دوار الانتصار، دوار حويجة، دوار السيد الرئيس بالسبع بحرات، وقرب الصالة الرياضية، والتوزيع يجري وفقاً لأرقام بطاقات الهلال، وبين “المشعلي” أن فريق الهلال سيعمل على تعقيم تلك المواقع بالكامل كإجراء وقائي.

وفي هذا الصدد عمل أيضاً فرع مؤسسة الشهيد بدير الزور على توزيع الخبز والسلال الغذائية لأسر الشهداء وجرحى الجيش والقوى الرديفة كإجراء مستمر بحسب ما أفادت مدير المؤسسة السيدة “منار الأسعد” لشام تايمز لافتة إلى أن التوزيع شمل أيضاً الأسر المتعففة للتخفيف من وطأة الوضع المعيشي، وهي جاءت بالتعاون مع مركز الدفاع الوطني الذي عمل على توفير تلك الكميات، واستفاد منها نحو ألف عائلة.

كما سُجلت مبادرات شخصية تمثل أولها بما قدمه “فاعل خير” بالتعاون مع مدير شبكة تواصل الإخبارية التي تُعنى بأخبار دير الزور، حيث وزعت مبالغ مالية لقرابة 111 عائلة، بقيمة مالية وصلت إلى 1.600 مليون ليرة سورية بالتزامن مع توزيع 150 حصة من مواد التعقيم والوقاية.

وفيما أعلن صاحب مخبز “حطلة” بالريف الشمالي عن توزيع الخبز مجاناً للأهالي لمدة أسبوع قابلة للتمديد، أطلق مجموعة من الميسورين من أهالي المحافظة مبادرة تستهدف العوائل المحتاجة تحت عنوان “كلنا أهلنا” دعت لمساهمة من يستطيع مالياً أو عينياً دعماً لهذه العوائل في الظروف الاستثنائية الراهنة، لتبقى مواقف التجار الكبار رهن تساؤلات الناس.

شاهد أيضاً

تراجع أسعار النفط وسط خلافات سقف الدين

شام تايمز – متابعة تراجعت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، وسط مخاوف بشأن إمكانية التصديق على …