عدوى “كورونا” تجتاح الدراما السورية!

شام تايمز الإقتصادي – هبة الحوراني – لؤي ديب

رغم عدم تفشي جائحة كورونا في سوريا، إلا أن مؤشراتها البسيطة أوقفت عجلة الحياة الاقتصادية في البلاد بنسبة كبيرة، وتضررت على إثرها قطاعات مختلفة، واضطرت بسببها العديد من الشركات والمؤسسات لوقف مشاريعها، أو تقليص عدد العاملين فيها، ولم يكن الأثر السلبي محصوراً على قطاعات الحكومة، بل حتى القطاع الخاص، لاسيما صناعة الدراما التي تأثرت بشكل كبير، وأجبرت العديد من شركاتها على وقف عمليات الإنتاج لأعمالهم الدرامية التي كانت من المفترض أن تدخل سوق المنافسة في رمضان القادم.

الكورونا تجتاح الدراما:

امتد أثر الوباء الذي يهدد معظم دول العالم ومنها سوريا نسبياً، إلى شل حركة القطاع الدرامي، وبتوقعات أولية فإن خسائر الشركات المنتجة ستكون ضخمة، وأوضح صاحب شركة “لاند مارك” يمان ابراهيم لـموقع “شام تايمز الإقتصادي” أن إنتاج الشركة لعمل بعنوان 365 يوم وربع، تم تعليقه ريثما تنتهي التدابير الاحترازية، وأضاف “إبراهيم: أن نحو سبعين شخصاً من الفنيين والفنانين العاملين في العمل، توقفوا جميعاً عن العمل وأوقفت أجورهم.

وبيّنَ “ابراهيم” إن العمل كان من المفترض عرضه قبل بداية شهر رمضان، ولكن تأجل بسبب أمور إدارية عالقة، ما تسبب بتأجيل العرض إل شهر رمضان وبعد هذا القرار توقفنا عن العمل أيضاً، بسبب إيقاف جميع الأنشطة، مثلنا مثل جميع قطاعات الدولة بسبب كورونا.

وأردف “ابراهيم” إن الأمر كانَ لهُ أثر كبير على الترتيب المخطط لهُ وأدى لخسائر كبيرة، لكن ليس لدينا حلّ آخر وقرار الحكومة صائب جداً، منع انتشار الوباء، مؤكداً أن الشركة ستتابع عملية الإنتاج قبل بداية رمضان، في تحسنت الأمور الصحة وعادت قطاعات الدولة للعمل.

السينما لم تسلم من الكورونا:

الأثر السلبي أيضا طال قطاع السينما، وقالت المخرجة السينمائية أريج دوارة لموقع “شام تايمز الإقتصادي” إن التمثيل والإخراج وتفاصيل صناعة الفيلم أو المسلسل أو أيّاً من ذلك، كلّها أعمال تحتاج لتواصل مباشر بين العاملين.

وأوضحت دوراة.. عمليّاً كُنّا بانتظار صدور هذه القرارات فقد سبقتنا لبنان في إيقاف العمليّات الفنيّة، وها نحن ذا قد توقّفنا على أمل الرجوع إلى مواقع التصوير أكثر نشاطاً، وأتمنّى ألا تَمتَد فترة الحظر إلّا أن ذلك متوقف على تجاوب الناس والتزامهم مع القرارات الحكوميّة.

وأضافت المخرجة إن المؤسسة العامة للسينما، خلال الفترة الماضية منحت 10 منح لأفلام احترافية كل فلم احترافي يعمل بهِ ما بين 15 ل 20 شخص فني و فنان، هذا يعني أن من 150 ل 200 شخص توقف عملهم، كما توقّفت العديد من الأعمال الإنتاجية ضمن السّياق الفنّي أو خارجه.

ورجح مختصون أن هذه الأعمال تشكل مصدر دخل وحيد للأسرة أو العديد من الأُسَر ما يعني أن كثيرين سيواجهون خطر الحاجة، إن طالت فترة الحَظر لأكثر من الـ20 يوم القادمة، لذلك على الجميع الالتزام والانضباط خلال الأيام القليلة القادمة لكي نعود إلى أعمالنا بأوراق مرتّبة على نحوٍ أصلَح مما كانت قبل، ولنعتبر هذه الأيام فترة راحة أو استرخاء، حسب قول المخرجة السينمائية.

وفي السياق ذاته قال مصدر في شركة “غولدن لاين” إن الشركة انتهت من تصوير أعمالها قبل بداية عطلة التدابير الاحترازية وليس لديها أي خسائر وبطبيعة الأحوال كان عليهم أخذ فترة راحة لانهائهم لجميع الأعمال.

 

كورونا والمسرح المجانيّ:

بعد أشهُر وأيّام من البروڤات والكتابة والإخراج والتعب تأجّل كلّ شيء إلى أجلٍ لَم يُسمّى بَعد، آملين من الله أن يبقى الجميع بخير ويتلاشى هذا الفايروس لنتابع نشاطاتنا و أعمالنا، هذا مابدأ به المخرج والممثل المسرحي ومدير فرقة “كوين” المسرحية كريم الحسن لموقع “شام تايمز” الإقتصادي، مضيافاً أن يوم المسرح مضى في حال سبيله على غير العادة، مضى وحيداً يعانق الصدى الذي فتكَ بخشبتهِ الدافئة، أبناءُه المخلصين أُجبِروا قسراً على مفارقتهِ حفاظاً على سلامتهِ وسلامتهم، جدرانه لم تعانق ضحكات و بكاء وصرخات الممثلين أو تصفيق الجمهور، لكننا على ثقة بأننا عائدون إليه قريباً.

ووصف المخرج الحسن إن المسرح منبرنا للانعتاق والتحرر، للطيران نحوَ السماء بأجنحة مصنوعة من الكلمات الصادقة، ومثلما صمدَ وناضلَ وكافحَ ضد الموت والظلم وسلّط الضوء على الأخطاء الشائعة، سيظل صامداً وفياً منتظراً ومشتاقاً لأثار وقع أقدام محبيه عليه.

وفيما يخص الخسائر الاقتصادية بالنسبة للمسرح فأكبر خسائرهِ كانت خسارةً للوقت والتعب ليس أكثر، فمسرحنا فقير وُلد من الفقر وأحبه الفقراء وغالباً دعم العروض التي تُعرض تكون شخصية، من ملابس وإضاءة وصوت وديكور، حتى أن الدخول لاكثرها يكون مجاني.

 

المسرح المأجور:

بدورهِ الممثل والمخرج محمد سويد قال لـ “شام تايمز الإقتصادي” إن فرقة “المسرح السوري” مع قرار الحكومة بإيقاف جميع النشاطات الفنية للوقاية من ڤايروس كورونا، رغمَ أنهُ كان صعباً على الجهة المنتجة إيقاف حصاد النجاح الماديّ الذي أحدثته مسرحية “سلطان زمانو”.

وأضاف “سويد” كان العمل بشكل متواصل، واستمر خمسة عشر أسبوعاً قمنا فيها بجولات إلى محافظتين “حمص وطرطوس” وكان لإيقاف الأعمال أثر كبير بالنسبة لممولي العمل والفنيين بشكل عام، لكن نحن ننظر له من ناحية إيجابية وسنعتبر فترة الحجر الصحي فترة لإعادة شحن طاقتنا لنتابع بعدها أعمالنا وجولاتنا في باقي المحافظات السورية.

الرقص الشعبي تأثر أيضاً:

قال مدير فرقة “شآم” الرقص الشعبي عمر ناصر لموقع “شام تايمز الإقتصادي” إن الفرقة مكونة من 50 راقص وراقصة، كانوا يتحضرون لعرض في بداية الشهر الرابع توقف بسبب الأزمة الحالية، وتوقفت أرزاق كل من في الفريق تبعاً لذلك، ومصمم الملابس الذي يعمل بالفرقة توقف عمله، كذلك الأمر بالنسبة لمصمم الرقصات الذي توقف دخله أيضاً .

وكنتيجة لما سبق، يمكن القول إن المئات من العاملين في المجالات السابقة المرتبطة بالمسار الدرامي، صاروا في خانة الحاجة، بانتظار انتهاء حالة الحظر المتوقفة على قدرة السوريين في الالتزام ومواجهة مخاطر الفايروس ومنع انتشاره، تحسباً لمزيد من الخسائر.

شاهد أيضاً

محطة بنزين أوكتان المتنقلة تصل إلى المدينة الصناعية بحلب

شام تايمز – متابعة وصلت إلى المدينة الصناعية في “الشيخ نجار” بحلب محطة بنزين أوكتان …