شام تايمز – لؤي ديب
الأمراض الڤايروسية وما يتم تداوله عنها، بات الشّغل الشّاغِل لروّاد منصّات التواصل الاجتماعي، دون أي رقابة علميّة، اليوم أصبح الترويج لأي خبر لا يحتاج منك سوى ضغطة زر، مهما كان نوع الخبر او درجة تأكدك من صحّته، أو النتائج التي سيتركها هذا الخبر اجتماعياً في نفوس الأشخاص المُتلقّين له.
وعقب تداول ملايين المنشورات عن ڤايروس كورونا، تفجّرت اليوم مفاجأة جديدة تدعى “ڤايروس هانتا” وكما هي العادة بدأ التداول الأعمى لأخبار غير مرفقة بمصدر يؤكد صحّة المعلومات من عدمها، مما زاد الرمادية اسوداداً في عيون السوريين وغيرهم من الخائفين نتيجة انتشار “ڤايروس كورونا” على سطح الكوكب، أما عن ڤايروس “هانتا” فينتقل نتيجة ملامسة فضلات الجرذان والقوارِض أو استنشاق الهواء الناتج عنها أو لعابها، وعادة ما ينتشر في البيئات الريفية والحقول.
المتلازمة الناتجة عن الإصابة بهذا الڤايروس تسبب أعراض مرضية تبدأ بالظهور بعد ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الإصابة بالڤايروس في الحالات الطبيعية، وأحياناً تظهر مبكراً بعد أسبوع واحد فقط وهذه الأعراض صداع، دوار وحمّى نزيفية، وآلام في البطن والعضلات، شعور بالغثيان ورغبة بالإقياء، إلّا أن معدّل الوفيات نتيجة الإصابة بهذا الڤايروس يتراوح من”35 _ 50 %” من المصابين، وقد سُجِّل آخر ظهور صاخِب للمرض في نهايات عام 2018 وبدايات عام 2019، في أمريكا الجنوبية وتحديداً في جمهورية الأرجنتين، وشهدت مقاطعات بوينيس أيريس، وسالتا، وخوخوي أعلى أعداد حالات الإصابة.
وفي الفترة ما بين عام 2013 إلى عام 2018 أُبلِغ عن 114 حالة وفاة مؤكدة من جراء الإصابة بڤايروس هانتا في الأرجنتين، حيث بلغ معدل إماتة الحالات 18.6%، علماً بأن هذا الرقم قارب 40% في بعض المقاطعات ضمن الإقليم الجنوبي بالبلد. و تحتضن القوارِض الفايروس فَتُعتبر معيلة له، إلَّا أنّه ينتقِل إلى الإنسان مُسبِّباً له مُتلازِمةً مَرَضية.
وتعتبر نظافة الأيدي، واستخدام معدات الحماية الشخصية، ونظافة المسالك التنفسية وآداب السعال، والتعامل المأمون مع المواد الحادة، واستخدام الأدوات والمعدات المعقمة، وتنظيف بيئات المستشفيات والبيئة عموماً، من أهم عوامِل الوقاية من انتقال الڤايروس إلى الإنسان، إضافَة لدعوات متكررة من قِبل منظمة الصحة العالمية فيما يخص تجنُّب قطعان القوارض، في الحقول الحراجية، والأجواء الريفية خشية التعرُّض لفضلاتها التي قد تكون حاوية على الڤايروس، ما يجب ذكره في هذا السّياق أنّه لم يتم تسجيل أي إصابة بهذا الڤايروس في دول حوض المتوسّط حتى تاريخ كتابة هذا المقال.