شام تايمز – دير الزور – عثمان الخلف
رغم القلق الذي أفرزه فيروس “كورونا ” غير أن حركة الأهالي بدير الزور بدت طبيعية، مع اتخاذ الجهات المعنية بالمحافظة إجراءاتها بهذا الصدد تطبيقاً للتوجيهات الحكومية، فيما يبدو الغلاء أكثر سطوة بما خص المستلزمات الصحية الوقائية، بالإضافة للمواد الغذائية الموصى بتناولها كمضادات للإنفلونزا في العموم ناهيك عن باقي المواد المرتفعة سعرياً أصلاً.
إجراءات لابد منها:
بمجرد صدور التوجيهات الحكومية لمواجهة مخاطر انتشار فيروس ” كورونا ” بدأت الجهات المعنية بالمحافظة باتخاذ إجراءاتها بهذا الصدد.
مدير صحة دير الزور الدكتور “بشار الشعيبي”، أشار في حديثه لـ “شام تايمز الاقتصادي” إلى أن المديرية خصصت جناحاً يحتوي 12 سريراً في مجمع المشافي (مشفى الأسد) كمكان للحجر الصحي، ويُمكننا تخصيص المزيد حال الضرورة، فيما جرى وضع عيادة متنقلة بتجهيزاتها وفريق طبي عند المعبر الحدودي الرابط مع العراق في البوكمال تعمل على مدار الساعة، علماً أن المعبر تم إغلاقه أمام الوفود الزائرة للسياحة الدينية بشكل احترازي.
وأضاف “الشعيبي” أن المديرية وضعت فرقاً طبية جوالة عند المعابر النهرية الخمسة الرابطة مع مناطق سيطرة ميليشيا “قسد” مُخصصة لفحص الوافدين من أهالي تلك المناطق إلى مركز المحافظة أو باقي المدن والبلدات، وتعمل هذه الفرق صباحاً وحتى موعد إغلاق تلك المعابر قبيل الغروب.
وبين “الشعيبي” أن حملات التعقيم مستمرة في المشافي والمراكز الصحية بالتعاون ومتطوعين من الأهالي. مؤكداً خلو المحافظة من أي إصابات، علماً أن تقارير بهذا الشأن ترصد أي حالة إصابة وسببها أو أي حالة وفاة ضمن مشافي ومراكز صحة دير الزور.
من جانبه رئيس مجلس مدينة دير الزور المهندس “رائد منديل” أكد لـ “شام تايمز” أنه جرى اتخاذ مجموعة إجراءات احترازية يومية شملت تعقيم الدوائر الحكومية و باصات النقل الداخلي والسرافيس ومركز انطلاق البولمان وبولمانات الشركات القادمة والمغادرة من وإلى بقية المحافظات وتم تخصيص مرش دائم هناك، بالإضافة لمركز خدمة المواطن، وجرى إبلاغ أصحاب الفعاليات التجارية والاقتصادية التزام التعليمات الوقائية لجهة التعقيم والتدابير الصحية وقد تم إغلاق ثلاث مطاعم مخالفة ضمن مدينة دير الزور ، ولفت “منديل” إلى إغلاق كافة المنتزهات وصالات العزاء والأفراح والمراكز الرياضية وغيرها من فعاليات بموجب القرار الحكومي.
كما يُنفذ مجلس المدينة حملات نظافة شاملة ضمن المدينة ووضعت ورشات النظافة وأطقم فوج الإطفاء بحال الجهوزية القصوى، و يجري أيضاً توزيع نشرات التوعية بطرق الوقاية من الفيروس.
غلاء ونُدرة:
مع توارد الأنباء حول انتشار فيروس “كورونا” وحتى قبيل اتخاذ الإجراءات الحكومية، ارتفعت أسعار المواد الصحية المرتبطة بالضرورة والوقاية، حيث ارتفع سعر الكمامة الواحدة من 100 ليرة لتُحلق مابين 300- 500 ليرة، فيما قفز سعر علبة الكحول الصغيرة من 400 ليرة إلى 600، فيما بلغ سعر علبة الديتول الوسط وهو الحجم المتوفر باتت 1200، فيما لمسنا نُدرة بكميات الكمامات. وهو ما اشتكى منه الأهالي، الأمر الذي عزته المصادر الصحية بالمحافظة لما أسمته “هجمة الناس المفاجئة على اقتنائها وغيرها من المعقمات”.
وهو ما أشار إليه صاحب صيدلية “نزار عليوي” موضحاً في حديثه لـ “شام تايمز” أن الإجراءات المفاجئة ولّدت قلقاً لدى الأهالي الذين باتوا يشترون كميات تتجاوز المطلوب ومنهم من يُخزنها، ولفت “عليوي” إلى أن تسعير هكذا مواد تعقيمية يتم من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
وخلال تجوال “شام تايمز” في الأسواق لمسنا ارتفاعاً مُضاعفاً للفواكه مثل البرتقال والليمون الذي يُقبل عليه الناس أكثر مع أي حالة انفلونزا فما بالك بهكذا فيروس يُضاف لارتفاع موجود أصلاً لمواد أخرى.
وفي هذا السياق يؤكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “بسام الهزاع” لشام تايمز أن دوريات الرقابة وضمن إمكانياتها المتواضعة تقوم بدورها رغم افتقادها للآليات التي تمكنها من المتابعة الدائمة وقد جرى تنظيم 5 ضبوط تتعلق بمخالفة الأسعار.
ويُسهم عدم التعافي الكامل للوضع الزراعي على مستوى المحافظة، في ارتفاع الأسعار لقلة المعروض الذي يخلقه عدم استثمار مساحات زراعية كانت تغطي المحافظة في احتياجاتها، ناهيك عن تصديرها، إضافة لتعطّل طرق النقل “الجسور المدمرة” وارتفاع أجورها براً، كما أن بقاء أراضي الضفة الثانية للفرات خارج سيطرة الدولة السورية ومنع الميليشيا المذكورة سابقاً من انسيابية المواد الغذائية وغيرها إلى مناطق سيطرة الدولة السورية أسهم في هذا الارتفاع.
وبخصوص الاختناقات على المخابز بين “الهزاع” أنه سيتم توزيع الخبز على العاملين في الدوائر الحكومية مما يُخفف من هذا الضغط توخياً من منعكسات الفيروس وهنالك إجراءات أخرى ستُتخذ لاحقاً.
مشاهدات:
لا تزال الأسواق على ازدحامها بدير الزور، فيما خلت المقاهي من روادها والتي أغلقت بالكامل رغم أن القرار نبه لضرورة التشدد بمنع الأراكيل لا الإغلاق، والحال في المراكز الرياضية ومقاهي الانترنت والألعاب كذلك والمنتزهات التي باتت بلا ناسها كما المؤسسات التعليمية على أمل بفرجٍ قريب.