شام تايمز- حلب – انطوان بصمه جي
اتخذت معظم الدوائر الحكومية في حلب عدة إجراءات احترازية بخصوص التصدي لفايروس كورونا، وباشر قطاع النقل البري بتعقيم “باصات” النقل الداخلي التي تعد وسيلة النقل الأكثر استخداماً نظراً لانخفاض أسعارها مقارنة مع التاكسي التي صارت “خارج الإمكانات المادية” لنسبة كبيرة من السكان، وبقي عدد من سائقي “السرفيسات” ينتظرون من يقدم لهم أدوات التعقيم المناسبة، وإلى حين ذلك سيكتفون بفتح “الشبابيك”!
تعقيم 142 حافلة ركاب
باشرت المؤسسة العامة للنقل الداخلي لليوم الثاني العمليات الوقائية المتمثلة، بغسيل الباصات وتعقيمها بشكل يومي في مقر المؤسسة بالجميلية وذلك قبل الانطلاق إلى عملها.
وأوضح مدير مؤسسة النقل الداخلي بحلب حسين سليمان لـ “شام تايمز” أن إجمالي عدد وسائل النقل الداخلي “الحكومية” 142 باصاً، وتم وضع 4 أشخاص من كوادر المؤسسة للقيام بعمليات الغسيل والتدخل المباشر بعمليات التعقيم، موضحاً أن كل “باص” يتسع لـ 42 راكباً ولم يخفِ الازدحام الكبير الذي تشهده معظم وسائل النقل العامة، مشيراً إلى أن إجمالي الأسطول قبل بداية الحرب فاق أكثر من 1250 باصاً تقدم عملياتها الخدمية لعموم أحياء حلب، وانخفض عددها بعد تعرض الأسطول إلى عمليات السرقة والتدمير وصار إجمالي عدد الباصات العامة لا يتجاوز 200 باصاً بحسب ما ذكره مدير المؤسسة.
19 خطاً
وبخصوص المناطق التي تخدمها المؤسسة قال “سليمان” إن الحافلات تخدم 19 خطاً، منها 7 خطوط لخدمة الأرياف و12 خطاً داخل حدود مدينة حلب بينها 4 خطوط جزئية يتم تخديمها في أوقات الذروة، وزيادة كميات الباصات على محور (حلب الجديدة شمالي وجنوبي – الحمدانية غربي وشرقي) وذلك بسبب الاكتظاظ السكاني في تلك المناطق.
وفيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية المتخذة للوقاية من فايروس كورونا، أضاف مدير المؤسسة أن مواد التعقيم من مادتي الكحول واليود تم شراؤها على نفقة المؤسسة وبشكل إسعافي، وتم التوجيه لسائقي الباصات للعمل بالطاقة القصوى دون انقطاع، منعاً من حدوث أي تجمعات بشرية على موافق الانتظار، وبما يضمن حسن أداء الخدمة والالتزام بتسيير باصات على فترات زمنية متقاربة، منوهاً إلى غياب الثقافة الشعبية وضرورة المؤازرة والتكاتف من قبل المواطنين للمساهمة في منع الازدحام بوسائل النقل.
5 شركات نقل استثمارية في حلب
وبالنسبة لآلية عمل الباصات والميكرو باص “السرفيس” الخاضعة لنظام الاستثمار، أكد معاون مدير هندسة المرور في مجلس مدينة حلب عمار سليمان لـ “شام تايمز الاقتصادي” وجود 5 شركات استثمارية، منها “القمة” العاملة على تخديم خط شارع النيل بموجب (16 باصاً) وشركة “الاكسبريس” (الكدرو) التي تخدم أحياء الحمدانية والأشرفية وجبرين، وشركة “المدينة” التي تسير باصاتها إلى أحياء مساكن هنانو (6 باصات) وصلاح الدين (20 باص) وشركة “الأوائل” التي تخدم حي السكري بـ (11باص) وشركة الحمود التي تتجه حافلاتها إلى حي باب النيرب (5 باصات).
مراقبة ميدانية
وأضاف المسؤول الحكومي أن الشركات الخمسة تعمل على تخديم أحياء مدينة حلب وتم الإيعاز لها بالاهتمام بالنظافة العامة وشراء مواد التعقيم على نفقتها الخاصة، ومراقبة عمليات التعقيم اليومية من خلال المراقبين الذين يقومون بجرد العدد الكلي للشركات وتوكيلهم بمراقبة عمليات التعقيم، مبيناً وجود ثلاثة مراقبين في أماكن تجمع الباصات في منطقة باب جنين التي تسهل عمليات الرقابة بشكل يومي، بحسب تأكيده، ويتابع المراقبون عملهم بإرسال تقرير يومي بما يخص الشركات الملتزمة بالعدد والعمليات الاحترازية الصحية، بالإضافة إلى المراقبة الميدانية اليومية من قبل فرع هندسة المرور في مجلس مدينة حلب على أرض الواقع.
وأضاف “سليمان” أنه تم التوجيه لأصحاب الشركات الخاصة الخاضعة للاستثمار بضرورة الالتزام بعدد الباصات، والعمل على زيادتها بغية تخفيف عدد الأشخاص في كل باص بما يضمن عدم الازدحام وسلامة المواطنين المستخدمين لوسائل النقل بشكل اعتيادي.
فوضى اعتيادية
ورغم التحذيرات من مخاطر التجمعات البشرية، إلا أن المخالفات التي صارت “فوضى اعتيادية” ما زالت تحصل، كزيادة أعداد الركاب في وسيلة النقل بشكل يفوق العدد المحدد، وخصوصاً تلك المتجهة إلى أحياء حلب الجديدة أو الفيض وباب جنين والسكري والشعار والفردوس وموقف الرازي، ناهيك عن استخدام سياسة “الطحش” للحصول على مقعد أو تكون العقوبة الوقوف لفترة طويلة.
وفي هذا السياق أكد “سليمان” لـ “شام تايمز” أنه تم التوجيه لأصحاب الشركات الخاصة (المستثمرين) الالتزام بعدد الركاب المخصص بما يتناسب مع عدد الكراسي أي 42 راكباً، وفي حال المخالفة يتم إنقاص عدد الباصات التابعة للشركة المخالفة في التقرير اليومي من قبل المراقبين، وبالتالي فإن وسائل النقل المخالفة لن تتمكن من الحصول على مخصصاتها اليومية من مادة المازوت وبالتأكيد ستتم مخالفة السائق من قبل مستثمر الشركة.
“الميكروباصات” مشمولة
بدوره رئيس نقابة عمال النقل البري أحمد الإبراهيم أكد البدء بتنفيذ الإجراءات الاحترازية التي أوصى بها الاتحاد العام لنقابات العمال، المتضمنة إجراء تعقيم لوسائل النقل العام والقيام بحملة تعقيم باصات النقل الداخلي ومتابعة الميكرو باصات الخاصة، ضمن مراكز الانطلاق ومكان تجمعهم في مركز انطلاق الكراج الشرقي، وتوجيه السائقين العاملين على الميكرو باصات ذات السعة المتوسطة 24 راكباً والصغيرة 14 راكباً الاكتفاء بنقل المواطنين بما يتناسب مع عدد المقاعد في كل ميكرو خاص.
ورغم التوجيهات بعمليات التعقيم لكافة وسائل النقل، إلا أن أحد سائقي “السرفيسات” على خط صلاح الدين، أكد لـ “شام تايمز” إنه اتخذ إجراءات وقاية ذاتية عن طريق “فتح الشبابيك” للحفاظ على صحة المواطنين حيث لم تقم أي جهة بدعمه بمواد تعقيم خصوصاً أنه يعمل “شوفير عالخط” وليس صاحب مصدر الرزق.