شام تايمز – حلب – انطوان بصمه جي
تشكل الخطوط الحديدية في أغلبية الدول عنصراً هاماً في عجلة الاقتصاد، لاسيما في سوريا، تلعب السكك الحديدية دوراً محورياً في ربط حركة الاقتصاد وتسريع عمليات نقل البضائع، بين عاصمة “الشمال” الاقتصادية والمحافظات والدول المجاورة.
وبعد تعرض نسبة كبير من الخطوط الحديدية للسرقة وعمليات التخريب التي قدرت بمليارات الليرات، بدأت مديرية السكك الحديدية فرع حلب بأعمال الصيانة لإعادة تسيير قطار الأعمال والركاب على محور حلب دمشق، بعد ما أكد وزير النقل المهندس “علي حمود” عودة حركة قطار حلب دمشق في أوائل شهر آيار\مايو خلال زيارة الوفد الوزاري لمدينة حلب.
مدير فرع حلب للسكك الحديدية المهندس محمد البيك أكد لـ “شام تايمز” المباشرة بأعمال الصيانة لمحور حلب دمشق، والذي يبلغ طوله 400 كم من حلب وصولاً إلى دمشق، نظراً لأهمية المحور في عمليات نقل الركاب والبضائع، حيث باشرت الفرق بأعمال الصيانة اليدوية تتبعها صيانة آلية لوضع الخط في ترتيباته النهائية وتسيير القطارات بأمان.
وبيّن مدير فرع حلب أن ما يميز عمل المؤسسة العامة للسكك الحديدية التعاون الوثيق بين أعمال المؤسسات الفرعية، إذ يتم العمل والمؤازرة سواء بالعمال أو المواد اللازمة بغية الإسراع في وضع الخط بالخدمة في أسرع وقت، موضحاً أن الحدود الإدارية التي يمتد فيها الخط الحديدي في محافظة حلب يبلغ 37 كم وبسبب طول المسافة بين حلب وحماه (140 كم) فمن المتوقع إكمال ورش الصيانة بعملها لمحافظات أخرى.
وفيما يتعلق بالمحطات الثمانية التي تقع على خط حلب – حماة، وهي الأنصاري والوضيحي الحميدي وأبو الظهور وسنجار والحمدانية وقمحانة ثم حماه، فإن أكثر الأضرار تمحورت في غالبية المحطات الرئيسية والفرعية، إذ تم سرقة العوارض الخشبية “المستوردة” إضافة للسرقات في البنى التحتية وسرقة الأجهزة وأنظمة الإشارات بالكامل.
وتشمل عمليات الصيانة الآليات التي تشكل عصب العمل الأساسي للسكك الحديدية بما تتضمنه من نقل مواد أساسية تدخل في عمليات الصيانة ونقل المواد الخام وجر العربات والروافع الضخمة.
وباشرت المؤسسة العامة للسكك الحديدية وفرع حلب، العمل الحثيث لصيانة الخطوط، بعد الاجتماع الحكومي الأخير الذي انعقد في حلب، ورصد فيه مبلغ مليار ونصف المليار ليرة سورية لصيانة سكة قطار محور حلب دمشق بالكامل ليتم لاحقاً عمليات ترميم المحطات والسكن الخاص بالعمال.
ويؤكد المسؤول الحكومي لـ “شام تايمز”، أن أبرز المشكلات التي يعاني منها فرع حلب للسكك الحديدية، في مقدمتها استنزاف اليد العاملة وعدم اللجوء لتعيين البدلاء، حيث كان العدد الإجمالي لعمال السكك الحديدية 12 ألف عامل بقي منهم 6 آلاف على رأس عملهم، أما فرع حلب بقي فيه 500 عامل بعد ما كان يبلغ عدد موظفيه 2000 عامل.
رئيس شعبة المنشآت الثابتة في مديرية فرع حلب للسكك الحديدية خالد العيسى قال لـ “شام تايمز” خطة عمل وضعت بعد تحرير الريف الجنوبي لحلب والتأكد من خلو الطريق من العبوات الناسفة وتفكيكها من قبل لجان الهندسة ونزعها، لتقدير وحصر الأضرار وتجهيز الجيش الخدمي والفني التابع للمؤسسة من أجل إتمام أعمال الصيانة كاستبدال العوارض البيتونية واستبدال القضبان وإعادة تأهيل الردميات، رغم شح المواد بسبب العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب والحصار الاقتصادي ونقص الأيادي العاملة وتفريغ مستودعات المؤسسة وسرقتها خلال الحرب بالاعتماد على الإمكانيات المتوفرة لفتح الخط الحديدي على محور حلب دمشق.
العامل “ياسر السهو” رئيس ورشة الصيانة الذي يقوم بتوجيه كل قسم بالمهام الموكلة إليه ضمن 4 ورشات، أشار في حديثه لـ “شام تايمز” إلى أن العمل في مرحلة الإعمار يحتاج بذل الكثير من الجهود وقد تطول مدة الدوام الفعلي إلى 14 ساعة يومياً من أجل الإسراع في تنفيذ تركيب سكة القطار.
المساعد الفني أنس الصالح بدوره أكد لـ”شام تايمز” أن أغلب المواد الموجودة في مستودعات المؤسسة تم سرقتها خلال الحرب، ومنها المستودع الرئيسي في منطقة جبرين (محطة حلب الكبرى) التي نهبت بالكامل، ومن المعروف أن الخط الحديدي هو العصب الأساسي لأي عملية اقتصادية، فتم رصد سرقات بمليارات الليرات لترميم الضرر على المحور الشرقي والجنوبي والغربي، خصوصاً على محوري حلب الرقة _ حلب القامشلي.
وتشير المعطيات إلى أن العمل على إصلاح محور سكة حلب دمشق، من المتوقع أن يكتمل نهاية آيار\مايو المقبل، تزامناً مع تكثيف الجهود لأعمال الصيانة التي تقوم بها فروع المؤسسة العامة للسكك الحديدية في باقي المحافظات.