خاص شام تايمز – الأردن
زيارة وزير الصناعة والتجارة الأردني طارق الحموري، مؤخراً إلى دمشق، سلطت الضوء على مسار العلاقة الأردنية السورية، منذ افتتاح معبر نصيب – جابر الحدودي، في 15 تشرين أول – أكتوبر 2018 وحتى الآن.
الوزير الأردني وبصفته أول مسؤول حكومي يزور دمشق، قادماً من عمان التي تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة، وصف زيارته بالجيدة، وأن لقائه بنظيره السوري محمد سامر الخليل دار حول وضع الأطر العامة للتبادل التجاري بين البلدين، دون الاتفاق على تفاصيلها إلى الآن.
واعتبرت الزيارة بالنسبة للمراقبين بمثابة حجر أساس في إعادة ترميم العلاقة الاقتصادية مرحلياً والسياسية لاحقاً بين البلدين، رغم خطورة العقوبات الأمريكية التي تفرضها واشنطن على دمشق، وقانون سيرز الذي أقره الكونغرس الأمريكي في كانون الأول ديسمبر الماضي، فيما أكد “الحموري” في تصريح له لـ CNN أن بلاده تعي القواعد المتعلقة بهذا الموضوع، وتنظر إلى المصالح الأردنية في ظل الوضع الاقتصادي الداخلي.
الكاتب وأستاذ الإعلام بجامعة البترا الأردنية “زياد الشخانبة” أكد لـ “شام تايمز” أن العلاقة بين البلدين في حالة انفراج بعدما كانت خجولة ومترددة، باتت اليوم معلنة. وواضح أن الطرفين يحتاجان إلى علاقة واضحة المعالم بعيداً عن المناكفات أحيانا والتقارب أحياناً أخرىـ الشيء الذي يجب فيه أن تدور حركة العلاقات بشكل أسرع خصوصاً في ظل التغيّرات التي تشهدها المنطقة في عددٍ من الملفات.
واعتبر “الشخانبة” أن الجانب الاقتصادي عادة هو الباب الذي لا يُغلق حتى بين أطراف متحاربة، فكيف وهو بين بلدين تربطهما علاقات احترام صامت أو علاقة يمكن اعتبارها باردة لكن الجانبين فيها لا يسعيان إلى هدم هذه العلاقة التي عادت مؤخراً إلى التقارب من باب الاقتصاد والتجارة التي هي مصلحة هامة لكلا الطرفين، وبالتالي فإن فتح باب الاقتصاد هو محفز وطريق سريع نحو فتح ملفات أخرى عالقة سياسية خصوصاً أن شيء من عدم التفاهم السياسي ساد خلال السنوات الأخيرة والتي ترى فيها عمّان أنها كانت بمنأى عن الاحداث بسوريا وأن ما تقوم به أمريكا من خلال قواعدها في المنطقة هو تصرفات وسلوكيات وقرارات خاصة بها.
ويؤكد الأستاذ في جامعة البترا لـ “شام تايمز” أن عودة العلاقات بشكل كامل سياسياً تحتاج بعض الوقت بسبب وجود تحالفات مختلفة لدى الطرفين، وبالتالي فالأمر وإن سعت إليه الأردن وسوريا فهناك معيقات تضعها دول كبرى لا تريد هذا التقارب على الأرجح خلال الأيام الحالية لكي يبقى البلدان في حالة ضيق اقتصاديا وسياسياً.
ويفسرُ “الشخانبة” أن الأردن اليوم يواجه حصاراً سياسياً واقتصادياً من قبل أمريكا وبعض الدول العربية بسبب مواقفه الرافض لأي تسويات أحادية في القضية الفلسطينية، وبالتالي لا تريد بعض الاطراف أن ينفتح على دول أخرى بالمنطقة لكي يبقى في دائرة التضييق، كما أن سوريا التي تواجه حرباً كونية، هناك الكثير من الاطراف الدولية التي تريدها أن تبقى بمعزل عن محيطها اقتصادياً وسياسياً الشيء الذي بسببه تصبح الطريق شائكة بعض الشيء في أن تعود العلاقات السياسية بين الأردن وسوريا خلال فترة قصيرة.
وبخصوص الدعوة التي وجهها وزير الاقتصاد الأردني لنظيره السوري لزيارة عمان، اعتبرها الأستاذ الجامعي زياد الشخانبة، أنها بمثابة دليل على أن الأردن يريد أن يدفع باتجاه عودة العلاقات رغم المعيقات الدولية التي تضعها امريكا ودول أخرى، وأنها تؤكد صفاء النية وأن فتح الباب بين الحكومتين بات ضرورياً في ظل مصالح كثيرة معطلة والجميع بحاجة إلى تفعيلها خصوصاً بعد التقارب.
ولفت “الشخانبة” إلى اللقاء الكبير بين البرلمان الأردني والسوري ودعوة ومشاركة رئيس البرلمان السوري في مؤتمرين عقدا في عمان خلال عام، وما لقيه الوفد السوري من اهتمام واستقبال يؤكد أهمية التقدّم بالعلاقات واهمية أن يقوم الجانب السوري بزيارة حكومية رسمية إلى عمّان خلال الفترة الأيام القريبة القادمة.
وختم الكاتب الأردني حديثه لـ “شام تايمز” بالإشارة إلى أن صعود اليمين في أمريكا وسياسة ترامب العنيفة والسلبية جداً تجاه المنطقة، والتقارب بينه وبين اليمين المتطرف الصاعد لدى الاحتلال وما يتم حياكته من مخططات لإنهاء القضية الفلسطينية وما تتعرض له دمشق من عدوان الصواريخ الصهيونية السافرة، في الوقت الذي تعاني منه الأردن من حصار اقتصادي بأدوات عربية واستفزازه يومياً من قبل اسرائيل من خلال المس بملفات تتعلّق بالقدس وتتعلّق بالوصاية الاردنية على مقدساتها وأيضاً، يحتاج هذا كله من الأردن وسوريا سرعة التقارب وحل خلافات ليست عميقة بالأصل وأن يكون هناك تقارب وتنسيق مشترك وأن لا يسمع الطرفان من جهات أخرى تسعى إلى اعاقة التقارب.