شام تايمز – سارة المقداد
عقد في العاصمة دمشق اجتماع وزاري ثنائي بين وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية “محمد سامر خليل”، ووزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني “طارق الحموري” الذي زار دمشق مؤخراً.
وتضمن الاجتماع مباحثات في مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين وسبل تطويرها، لا سيما في الشراكة والمصالح المشتركة، كما تركزت المناقشات حول آليات النهوض بحجم التبادل التجاري في السلع الصناعية والزراعية، ضمن القوائم التي يتم التوافق عليها بالتعاون مع الوزارات المختصة، وتعزيز التعاون المشترك في مجال النقل والموارد المائية.
واتفق الجانبان على متابعة ملفات الفرق الفنية المعنية والتي تضم التجارة في السلع، الزراعة، النقل والموارد المائية، وأكدا على أهمية تذليل العقبات التي تقف عائقا أمام الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية، وضرورة عقد اجتماعات متابعة خلال الفترة المقبلة.
ودعا “الحموري” نظيره السوري لزيارة المملكة الأردنية ومتابعة الخطوات المتفق عليها، فيما أشارت مصادر نيابية وإعلامية، إلى أن زيارات على مستويات عليا ستحصل بين كلا الجانبين في الفترة المقبلة.
وفي حديث خاص لـ “شام تايمز”، قال الخبير والمحلل الاقتصادي الأردني “حسام عايش”، إن حالة من الاستقرار تراوحت بين البلدين، بعد فتح معبر “جابر – نصيب” حاولت الأردن الاستفادة منها بعد ما كانت الضغوطات الأمريكية تمنعها من التبادل التجاري والاقتصادي والعبور من سوريا إلى لبنان مثلا، لذلك كانت العلاقات باردة.. لكن الاقتصاد هو أحد العوامل المهمة في ترميم العلاقات وهذا ليس شأنا سوريا أردنيا فقط بل شأن عالمي، لأنه كلما زاد حجم تلك العلاقات كلما يؤثر ذلك في السياسة أو يؤدي إلى المشاركة لإيجاد حلول لأي خلاف قد ينشأ بين الأطراف، وفي حالات أخرى يتم تحييد الاقتصاد الذي يبقى في علاقة متواصلة بين الدول، ويكون لكل دولة موقفها السياسي.
وأضاف “عايش” أن ترميم العلاقات بين سوريا والأردن يحتاج إلى قرارات على مستوى جماعي- إقليمي- دولي- عربي، ولكن على رغم برودة العلاقات وانخفاض حجم التبادل من 450 مليون دينار عام 2011 إلى أقل من 70 مليون دينار، إلا أن هذا في الحد الأدنى يؤكد وتيرة العلاقات المستمرة والتي يمكن أن يبنى عليها خطوات أمامية، كما يعتبر المعبر نقطة تحول في مسيرة العلاقات حتى على المستوى السياسي، وإعادة الارتقاء بهذه العلاقة مرة أخرى.
وأكد الخبير الأردني، على وجود مصالح متبادلة حقيقية بين البلدين في تطوير العلاقة فيما بينهم.، وأن العلاقات قد يتم الارتقاء بها خطوة إلى الأمام من خلال تبادل الزيارات بين المسؤولين والتي ستوفر المناخ لتبادل الزيارات بين رجال السياسة، وبالتالي تكون الأردن تنظر إلى سوريا كأحد أهم المناطق التي يمكن أن تكون قادرة على الاستفادة من عودة الاستقرار إليها.
وكان رئيس لجنة الأخوة الأردنية السوري النائب طارق خوري أكد في حديث لراديو البلد، أن هناك زيارات مرتقبة على مستويات أعلى بين الجانبين خلال الأسابيع المقبلة.
وأشار خوري إلى أن هذه الزيارة، تحمل رغم طبيعتها الاقتصادية، أبعادا سياسية تمهد لانفراج العلاقات بين البلدين.
وتحتل سورية مكانة اقتصادية كبيرة بالنسبة للأردن، على اعتبار أن معبر “نصيب” الحدودي الذي أعيد افتتاحه بين البلدين في تشرين الأول أكتوبر عام 2018 يعد بمثابة “شريان حيوي” وخط الترانزيت الوحيد لحركة التجارة أمام المنتجات الأردنية للوصول إلى العديد من البلدان كتركيا، لبنان، ودول أوروبية.