سكة حلب فُتحت.. المدينة تترقب عودة رؤوس الأموال!

شام تايمز – كرم صايغ

بعد صراعٍ دموي دام لسنوات في مدينة حلب المعروفة بأهميتها الاقتصادية، وامتلاكها أكبر المعامل وأكثرها إسهاما في تعزيز قوة الاستيراد والتصدير في البلاد، تم تحريرها وفتح الاوتوستراد الاستراتيجي الذي يصلها بالعاصمة دمشق ليلعب دوراً مهما في فتح السُبل لإعادة هيكلة مؤسساتها الاقتصادية والإنتاجية.

عام 2012 وقبل أن تُنهك المدينة من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة، وتُدمر معاملها نتيجة العمليات الإرهابية الدموية التي طالتها، ذكرت “غرفة صناعة التجار” إن مساهمة الاقتصاد المحلي لمدينة حلب في الناتج المحلي الإجمالي لسوريا كلها بلغ حوالي 24%، ويأتي ترتيبها في المركز الأول بين المدن من ناحية مساهمتها في الناتج الإجمالي المحلي للدولة. أي أن مدينة حلب كانت تساهم تقريبًا بربع الإنتاج المحلي الكلي لسوريا وهذا ما يؤكد الخسارة الكبيرة التي طالت البلاد نتيجة الهجوم الإرهابي القاسي عليها.

عادت حلب بعد تحريرها من قبل الجيش العربي السوري وصراع دام لسنوات مع الإرهاب لتعود معها الرغبة بعودة التجار لإعادة تأسيس قواعدها التجارية المتصدعة والتي تحتاج هيكلية جديدة تعتمد إعادة بناء المعامل الأساسية المساهمة وبشكل أساسي في عمليات التصدير للخارج وتحديداً إعادة المشاريع المهمة والتي وصل عددها عام ٢٠١٠ إلى ١١٤ مشروعٍ استثماريٍّ في المنطقة التجارية والتي تؤمن آلاف فرص العمل.

إن إعادة بناء اقتصاد حلب يحتاج عودة كبار التجار أيضاً وذلك لدورهم في السوق الاقتصادي، فقد قاموا بفتح مشاريعهم في دول الجوار من معامل الصابون، الأحذية، الألبسة، التجهيزات المنزلية، المواد الغذائية ومواد البناء، وكما علم “شام تايمز” من مصادر خاصة أن عددا كبيرا منهم يستعدون لإعادة فتح معاملهم والمباشرة بترميمها وربط الإنتاج في المدينة مع معاملهم التي تم تأسيسها في الخارج مما يساعد في نشر أوسع للمنتوج السوري حول العالم، فعملية الربط هذه ستساعد على فتح الآفاق الاقتصادية والترويجية له.

ويشكل تحرير المدينة أهم مرحلة للتعافي الاقتصادي السوري، وذلك لأهميتها التجارية على مر التاريخ، كما أنه نقلة نوعية في أسلوب التفكير في مرحلة ما بعد الحرب القاسية التي مرت بها البلاد، مما يقود العقل السوري إلى التفكير المنهجي في تأسيس خطة اقتصادية تعوض الخسائر التي تسببت بها الحرب. بينما يعد فتح طريق دمشق حلب هو البوصلة التي تحدد اتجاه هذا التفكير. فهل سيكون المشروع الاقتصادي في حلب هو المرحلة المرتقبة بعد التحرير؟

شاهد أيضاً

محطة بنزين أوكتان المتنقلة تصل إلى المدينة الصناعية بحلب

شام تايمز – متابعة وصلت إلى المدينة الصناعية في “الشيخ نجار” بحلب محطة بنزين أوكتان …