أفعالُ الحكومة.. الحربُ سببٌ يا سادة!

شام تايمز – حيدر مصطفى

للأفعال أسباب تشفع لها عادة، لكن في الحالة السورية معظم نتائج الحرب وتداعياتها لم تعد مقبولة في الشارع. النسبة الأكبر من السوريين انهمكوا في تأمين قوت يومهم إلى حد أفقدهم القدرة على التحمل، ومهما كانت ردود الفعل المعترضة على الواقع المعيشي فهي مقبولة ولا يمكن سوى الاعتراف بها كحقيقة بشعة ونتيجة مؤلمة لحرب مستمرة.

عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشارع وفي أي مكان، صارت الانتقادات توجه نحو الحكومة رغم مسؤوليتها الكبيرة، في تحسين الواقع المعيشي. السوريون بنسبة واضحة يتهمونها بالعجز، وكأنها مارد عملاق يستطيع أن يضع البلاد بين يوم وليلة على طريق جنة النعيم. وهي لا تقوى على احتمال كل الذنب بواقعية وبعيداً عن تلميع صورتها، أو النفع منها، ولأسباب عديدة.

ينسى أو يتناسى البعض أن البلاد في حالة حصار مستمرة منذ تسع سنوات، وحرب شعواء تقاتل فيها سوريا بوجه أعتى القوى العالمية، ومن المؤلم أن الحرب لم تعد مبرراً عند البعض، وما يؤلم أكثر أن نسبة من المعنيين يعكسون صورة عن رفاهية واحتكار للمال لا تتناسب ومقدرات البلاد في الفترة الحالية.

صحيح أن فلان وفلان صارا يمتلكان ثروات بالمليارات، وغيرهم كثر، لكن الحكومة على الأرض لا تملك سوى بضعة حقول نفطية تؤمن لها ما لا يزيد عن 25000 ألف برميل من النفط يومياً، بحسب مصدر خاص لـ شام تايمز، في حين يعتقد البعض أنها ترفع أسعار المحروقات جزافاً وبقرارات جائرة، لا مسببات لها.

يعلم الجميع أن البلاد كانت تنتج نحو 385 ألف برميل من النفط يومياً قبل عام 2011، النسبة انخفضت مع احتلال “تنظيم داعش الإرهابي” لمناطق الثروات الأساسية، واستمر نزيف النفط من الشمال الشرقي، مع استمرار استحواذ الأمريكيين واحتلالهم لخزان سوريا الأكبر من النفط، ولا يبدو منصفاً تحميل الحكومة المسؤولية كاملة ونسيان “الاحتلال الأمريكي” للشمال الشرقي، واستكماله لنهج “داعش” في سرقة مقدرات البلاد وثرواتها.

ومن يبحث في خفايا المشهد، يعلم حقيقة مدى الجهد والعناء الذي يحيط بعملية تأمين المشتقات النفطية للبلاد، المصدر المعني أكد لـ “شام تايمز” أن مسألة تامين المشتقات تحصل بشق الأنفس، ومعارك تحصل لاستكمال احتياجات البلاد من الغاز وغيره.

ومن المجحف عدم الاعتراف بأن الدولة بأجهزتها ما زالت تعمل في كل المساحات المتاحة، وبدا لافتاً أن الارتفاع الطفيف الذي طرأ على سعر البنزين المدعوم، تزامن مع إصدار السيد الرئيس بشار الأسد، المرسوم رقم “5” القاضي بمنح أسر الشهداء والمفقودين والمحالين على المعاش الصحي لمن كانت إصابتهم بنسبة عجز تبلغ 40 بالمئة فما فوق من العسكريين وقوى الأمن الداخلي زيادة شهرية على المعاش 20 ألف ليرة سورية.

الخلاصة من كل ما سبق، لا يمكن إنكار تردي الواقع المعيشي وتضرر المواطنين من كافة أبعاد القرارات التي تصدر، إلا أنه من الواقعية في مكان الاعتراف بأن الحرب ومشغليها هي السبب الأول في كل ما آلت إليه الأمور، وأن تحسن الأحوال مرتبط بشكل رئيسي بانتهاء الحرب والاحتلال الأمريكي والتركي لأجزاء من البلاد، وإخراج سوريا من دائرة الصراع الدولي، والتأكيد على أننا كسوريين ندفع ثمن حرب عالمية تحصل على أرضنا، كل شيء مرتبط بانتهائها ومحاسبة الفاسدين وصون المال العام.

 

 

 

 

شاهد أيضاً

الجمعية الحرفية للمجوهرات: عيد الأم نشّط حركة السوق

شام تايمز – متابعة بيّن رئيس الجمعية الحرفية لصياغة المجوهرات في دمشق “غسان جزماتي” لإذاعة …